بصورة خاصة لا تحقق اهدافها في حياة الإنسان المسلم الا اذا نفذت معانيها السامية ومفاهميها التربوية الهادفة ـ الى الفكر لتنوره والى القلب لتضيئه بنور التقوى وتكون النتيجة المترتبة عليها بعد ذلك هي استقامة السلوك في خط الشرع ومنهج العبودية ـ واما اذا وقفت عند الظاهر واختص تأثيرها بالجسم ليكون الصوم مجرد امساك عن تلك المفطرات المعدودة واكثرها مباحات في نفسها من دون ان يثمر للصائم صفة الامساك العام عن كل حرام في كل الاوقات فإن هذا الصوم يكون بمنزلة العدم ويكون صاحبه مصداقا لما روي عن الرسول الاعظم صلىاللهعليهوآلهوسلم من قوله :
رب صائم ليس له من صيامه الا الظمأ ورب قائم ليس له من قيامه الا السهر.
وكذلك الصلاة التي لا تؤدي الى الغاية المنشودة منها تكون جسما بلا روح ويكون صاحبها مصداقا لما روي عن النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم من قوله :
« من لم تنهه صلاته عن الفحشاء والمنكر لم يزدد عن الله الا بعداً ». والى ذلك الصوم الناقص وتلك الصلاة البتراء اشار ابو العلاء بقوله :
ما الدين صوم يذوب الصائمون له |
|
ولا صلاة ولا صوف على الجسد |
وإنما الدين ترك الشر مطــرحا |
|
ونفضك الصدر من غل ومن حسد |
كما اشار بالبيتين التاليين الى المتعبد الجاهل الذي جهل فلسفة العبادة وحكمتها وهي تهذيب النفس وتعديل السلوك مع الخالق والمخلوق واقتصر على الظاهر والصورة المجردة عن روح العبادة وجوهر الحقيقة وهما قوله :
صل وصم وطف بمكة ناسـكا |
|
سبعين لا سبعا فلست بناسك |
جهل الديانة من اذا عرضت له |
|
شهواته لم يلف بالمتمـاسك |
وقد اشرت الى ذلك كله بمقطوعة شعرية هي جزء من قصيدة نظمت والقيت في النجف الاشرف بمناسبة دينية في السبعينات على ما اذكر.