المبارك لينميها ويقويها لتندفع في طريق الخير والفضيلة نحو هدف الكمال والسعادة في الدنيا والآخرة.
وذلك باعتبار انه رسالة المحبة والرحمة ومن هذا المنطلق جعل لكل واحد من الجيران حقوقا على جاره من اجل ان تؤدي تأديتها الى تعميق الرابطة الاجتماعية وتحول القرب المادي الحاصل بالجوار والقرب المكاني الى قرب معنوي تتعانق فيه الارواح وتتصافح القلوب وينطلق الجميع في درب المودة والوئام نحو هدف السعادة والسلام ـ وقد وسع الإسلام دائرة حق الجوار لتشمل الكافر مراعاة لاخوته في الإنسان ية وليؤدي الانفتاح عليه والتعامل معه بالحسنى الى ان يعرف الإسلام على حقيقته وانه دين الإنسان ية النبيلة والاخلاق الجميلة الذي انزل الله سبحانه ليكون رحمة للعالمين وبذلك يميل الى هذا الدين العظيم عاطفيا ويقتنع به عقليا ويؤدي به هذا الميل وذلك الاقتناع الى ان يدخل في الإسلام ويخرج الى النور من الظلام كما حصل من ذلك الجار اليهودي الذي كان يعامل الرسول الاعظم صلىاللهعليهوآلهوسلم بالاسلوب المؤذي نفسيا وجسميا كلما مر من امام باب داره ـ وعندما توقف عن ذلك فترة من الزمن وعرف النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم بمرضه الذي منعه عن ذلك ـ ذهب لعيادته من اجل تأدية حق جواره ـ وكانت هذه البادرة النبيلة من رسول الإسلام وسيد الانام صلىاللهعليهوآلهوسلم موضع اعجاب وتقدير عنده الامر الذي جذبه بسلك الاقتناع بواقعية هذه الرسالة وسماحة تعاليمها الى الدخول فيها والاعتراف بصدق حامل لوائها وناشر ضيائها نبي الهدى والنور والرحمة محمد بن عبد الله صلىاللهعليهوآلهوسلم.