المعتدين.
ولو فرض تأخر النصر المادي العسكري للمؤمنين او عدم حصوله اصلا فهم لا يصابون بالاحباط واليأس من روح الله تعالى ولا ينحرفون نفسيا ومعنويا لعلمهم بأن الله تعالى حكيم وعليم رحيم فقد تقتضي الحكمة تأخير النصر المادي وعدم تعجيله في هذه الحياة وذلك من اجل امتحان المؤمنين ومعرفة المؤمن حقا وتميزه عن غيره ممن يعبد الله على حرف.
وقد اشار الله سبحانه الى هذا الامتحان وحكمته بقوله :
( الم (١) أحسب الناس ان يتركوا ان يقولوا آمنا وهم لا يفتنون (٢) ولقد فتنا الذين من قبلهم فليعلمن الله الذين صدقوا وليعلمن الكاذبين (٣) ) (١).
وهذا الدرس يستفاد من القصتين المذكورتين وهما قصة تكلم فاطمة الزهراء في بطن أمها وتحدثها معها ـ وقصة حضور أربع نسوة من الصالحات اللاتي كان لهن شأن في التاريخ.
حيث يستفاد منهما ان الله سبحانه جعل لها من بعد الشدة فرجا فانطق لها طفلتها وهي لا تزال جنينا في بطنها لتسليها وتدفع عنها الم الانفراد بعد مقاطعتها وابتعاد النساء الجاهليات عنها وكذلك انزل لها اربع نساء صالحات ليحققن لها ما ارادت حصوله من نساء مكة.
__________________
(١) سورة العنكبوت ، آية : ١ ـ ٣.