كرم الإمام الحسن ( ع )
الكرم من الصفات النبيلة التي لمعت في حياة كل واحد من اهل البيت عليهمالسلام واذا لاحظنا مصدر هذه الصفة وغيرها من الصفات الحميدة والاخلاق الرفيعة وادركنا انه هو الايمان الصادق.
نعرف ان اتصاف اهل البيت عليهمالسلام بالكرم امر طبيعي جدا لان كل واحد منهم بلغ ارقى درجة واعلى مرتبة من الايمان الراسخ.
والوجه في ترتب صفة الكرم ونحوها من الصفات السامية وارتباطها بالايمان الصادق هو ان المؤمن معتقد بحب الله للكرم والكريم وانه يجازيه على ذلك معجلا بسعة الرزق وطول العمر ودوام النعمة ودفع البلاء وقد ابرم ابراما ـ مضافا الى ما يناله غدا من النعيم الدائم والسعادة الخالدة يوم الجزاء فيكون تعامله مع الله سبحانه على ضوء هذه العقيدة الصحيحة بتجمله بصفة الكرم النبيلة وغيرها من الصفات المجيدة مع قيامه بالاعمال الصالحة المقربة منه تعالى والنافعة لخلقه. نظير تعامل التاجر مع غيره بتجارة يعتقد بترتب الربح الكثير عليها ـ وقد اشار الإمام علي عليهالسلام الى هذا المضمون بقوله :
« من ايقن بالخلف جاد بالعطية » كما يستفاد ما ذكرته من ترتب الفوائد الكثيرة على صرف نعمة الله سبحانه كالمال ونحوه ـ في سبيل مرضاته من صريح قوله تعالى :
( لئن شكرتم لازيدنكم ولئن كفرتم إن عذابي لشديد ) (١).
__________________
(١) سورة إبراهيم ، آية : ٧.