وذلك باعتبار ان الاتصاف بصفة الكرم ونحوها من المزايا الحميدة مع القيام بالاعمال الصالحة المقربة من الله سبحانه والنافعة لعباده من اوضح مصاديق الشكر العملي كما هو واضح.
وقد تناولت هذا الموضوع ـ وهو صفة الكرم والسخاء ـ بحديث تفصيلي في الجزء الاول من كتابنا ( من وحي الإسلام ).
ولذلك سأقتصر على ذكر بعض القصص المتعلقة بشخصية الإمام الحسن عليهالسلام وهي تدل على تجمله بصفة الكرم مع بعض الصفات الاخرى الحميدة ـ وهي منقولة عن الجزء الاول من كتاب (١) ( أئمتنا ) منها ما روي عنه عليه من انه مر على فقراء قد وضعوا على وجه الارض كسيرات من الخبز كانوا قد التقطوها وهم يأكلون منها فدعوه الى مشاركتهم فأجابهم الى ذلك وهو يقول : « ان الله لا يحب المتكبرين ». ولم فرغوا من الطعام دعاهم الى ضيافته فأطعمهم وكساهم.
وهذه القصة تدل على كرم الإمام عليهالسلام مع تواضعه كما هو واضح وقيل له : « لاي شيء نراك لا ترد سائلاً وان كنت على فاقة؟.
فقال : « إني لله سائل وفيه راغب وانا استحي ان اكون سائلا وارد سائلا وان الله عودني عادة ان يفيض نِعَمَهُ عليّ وعودته ان افيض نعمه على الناس فأخشى ان قطعت العادة ان يمنعني العادة وانشد يقول :
إذا ما أتاني سائل قلت مرحبا |
|
بمن فضله فرض علي معجل |
وروي عنه انه اشتري عليهالسلام حائطا ـ اي بستانا ـ من قوم من الانصار بأربعمائة الف درهم فبلغه انهم احتاجوا ما في ايدي الناس فرده اليهم.
وروي ايضا انه جاءه بعض الاعراب فقال : اعطوه ما في الخزانة فوجد
__________________
(١) للمؤمن الصالح والمؤلف الناجح الحاج علي محمد علي دخيل.