ووضعها بعد دخولها في دين الله افواجا حيث تحولت من عبادة الاوثان والاصنام الى عبادة الله الواحد العلام وطبقت النظم الإلهية الكاملة العادلة فخرجت بذلك من الظلمات الى النور واصبحت خير امة اخرجت للناس تأمر بالمعروف بعد فعله وتنهى عن المنكر بعد تركه وادركت بهذا وذاك العزة والكرامة ونالت سعادة الدنيا والآخرة.
وحيث انها اعرضت مؤخرا عن شريعة الخالق الرحمن وطبقت النظم المستوردة من الشرق والغرب ـ وقعت في نفس المآسي التي اصيبت بها ايام الجاهلية الاولى ولا مجال لخلاصها منها وعودتها الى سابق مجدها وقوتها وعزتها التي ادركتها بالإسلام وتطبيق تعاليمه الا بالعودة اليه من جديد بالايمان الصادق والعمل الصالح والتواصي بالحق والصبر كما صرح الله سبحانه بذلك في سورة العصر قال تعالى :
( والعصر(١) ان الإنسان لفي خسر (٢) الا الذين آمنوا وعملوا الصالحات وتواصوا بالحق وتواصوا بالصبر (٣) ) (١).
وقد اشرت الى هذا المضمون بالأبيات التالية :
والعصر إن المرء في خسـران |
|
وشقاوة ومــذلة وهــوان |
الا الألى عرفوا الإله وطبـقوا |
|
نهج الهدى وشريعة القـرآن |
وغدا يوصي بعضهم بعضا هنا |
|
بالحق والصبر الجميل الباني |
وبعد ذكر هذا الحديث التمهيدي الذي كتب ونشر سنة ١٩٩٢ م الموافق : ١٣ ـ ٦ ـ ١٤١٣ هـ في مجلة الايمان التي كانت تصدر في كندا ـ ترجح لدي ذكر حديثين اخرين كتبا ونشرا في نفس المجلة ونفس السنة ـ وذلك لاني كتبتهما حول موضوع الصوم ودوره التربوي في سلوك المسلم فيكونان بذلك منسجمين مع موضوع الكتاب وداخلين في جوهر بحثه وقد
__________________
(١) سورة العصر ، آية : ١ ـ ٣.