وتحقق له اهدافه الحياتية وتطلعاته الإنسان ية جميعها فلا تبقى له حاجة لاستجداء القوانين الوضعية المستوردة من الخارج والخارجة عن طبيعة الإنسان وفطرته السليمة التي فطره الله عليها وبذلك تبنى شخصيته الإنسان ية على اساس وطيد من الايمان الراسخ الذي ينير داخله بضوء العقيدة الصحيحة كما يضيء له درب حياته ليسير على نور وبصيرة في كل تصرفاته فيفعل ما ينفعه ويرفعه في حاضره ومستقبله القريب والبعيد بعد انتقاله الى جوار ربه راضياً مرضياً.
وذلك لسبب منطقي يظهر للإنسان بقليل من التدبر وهو صدور الإسلام بأصوله وفروعه عن خالق الإنسان العارف بما يصلحه له من القوانين والتشريعات فيكون بذلك منسجما مع طبيعته وفطرته وهذا هو سر نجاح الدعوة الإسلامية وانتشارها في الاقطار والامصار خلال فترة قصيرة رغم العراقيل التي وضعت في طريقها من قبل الاعداء سابقا ولاحقا.
ومن الدروس التي تستفاد من سيرة ابي طالب رضوان الله عليه درس في الاقدام والتضحية بأغلى الاشياء وأعز الاعزاء وهو الولد ـ في سبيل نصرة المبدأ وصونه من التضعضع امام اعتداء الظالمين وتعسف الجاهلين ـ وذلك لما تقدم نقله عنه من انه كان يضع احد اولاده والمعروف انه الإمام علي عليهالسلام في مكان مبيت الرسول صلىاللهعليهوآلهوسلم اول الوقت بعد نقله ـ اي الرسول الى مكان آخر حتى اذا وقع ضرر وطرأ خطر يصيب ولده دون الرسول صلىاللهعليهوآلهوسلم.
كل ذلك من اجل حرصه على سلامة الرسالة بسلامة شخص الرسول صلىاللهعليهوآلهوسلم الحامل لها والمبعوث بها رحمة للعالمين وقد استفاد ولده علي عليهالسلام درسا في التضحية والفداء واقدم على تقديم نفسه الشريفة فداء للرسالة ليلة مبيته في فراش الرسول الاعظم صلىاللهعليهوآلهوسلم عندما عزم على الهجرة من مكة المكرمة الى المدينة المنورة ـ وقد اقتدى سيد الشهداء بجده ابي طالب بإقدامه على تقديمه اولاده فداء للإسلام ـ كما اقتدى بوالده بالاقدام على تقديم نفسه النفيسة فداء للدين وصونا له من الزوال وللامه من الضلال.