ولا يخفى ما في كل واحدة من القصتين المذكورتين من الكرامة والاكرام للسيدة خديجة من الله سبحانه ويمكن ان يستفاد منها درس تربوي يعمق ايماننا بالله سبحانه ويدفعنا الى اللجوء اليه والتوكل عليه كلما عصفت بنا نوائب الدهر او تعرضنا للأذى والظلم من الطغاة المعتدين ـ وقبل ان اشير الى هذا الدرس بصورة تفصيلية وكيفية استفادته من هاتين القصتين احب ان ارجع الى بداية الحديث عن سيرة هذه البطلة لاستلهم منها الدروس التربوية النافعة فأقول : ان الدروس التي يمكن استيحاؤها من سيرة ام الزهراء عليهماالسلام كثيرة سأقتصر على ذكر اهمها :
دروس تربوية من سيرة خديجة
الدرس الاول : من هذه الدروس ـ درس في السير على منهج الفطرة السليمة والخطة المستقيمة التي تثمر للإنسان الكمال والفضيلة والسعادة الروحية والبهجة النفسية في الدنيا كما تثمر له كلتا السعادتين الروحية والمادية في الاخرة ـ مهما كلفه السير على هذا النهج من تضحيات لان حلاوة العاقبة تزيل مرارة المشقة والمعاناة التي يتحملها الإنسان في هذه الحياة من اجل ادراك غاية سامية وهدف رفيع وهذا ما نستفيده من اقدام هذه البطلة على اختيار اشرف انسان ـ رفيق درب وشريك حياة رغم اعتراض المعارضين وايذاء المغرضين بإعتبار ان الميزان المستقيم للسمو والرفعة هو التقوى ومكارم الاخلاق والمادة عرض زائل لا قيمة له في مقابل جوهر الفضيلة ومصدر السعادة الحقيقية وهو الايمان الصادق والعمل الصالح والخلق الفاضل.
الدرس الثاني : هو درس في التضحية بالراحة الجسمية والمتع الحياتية والثروة المادية في سبيل نصرة المبدأ والدفاع عن رسالة السماء باعتبار ان المعاناة الجسيمة تتبخر امام راحة النفس وابتسام الضمير واطمئنان القلب لسلامة المصير وسداد المسير وان الثروة المادية الجامدة لا قيمة لها ولا عبرة