اشارة الى سبب الثورة الحسينية
بعد تحقق ذلك كله وادراك الإمام الحسين عليهالسلام ان دمه الطاهر وبقية الدماء الزكية ـ اذا بذلت في سبيل نصرة الدين سوف لا تذهب هدراً بل لا بد ان تتحول الى مشاعل تضيء درب الحرية والثورة على اولئك الظالمين ليقضى على وجودهم مادياً بعد ان فقدوا وجودهم المعنوي بتجردهم من روح الرسالة وقلب الفضيلة واصبحوا اشباحا بلا ارواح ـ فاقدين لحياة العزة والكرامة والشرف والفضيلة بعد هذا التحول في الاوضاع والتغير في المعادلة وحصول الجو المناسب للجهاد المثمر المعطاء والهادم البناء.
كانت الثورة الحسينية المجيدة التي اطاحت بعرش بني امية بعد ذلك ببركة تلك الثورات المباركة التي انطلقت بقصد نصرة الحق والاخذ بالثأر من اولئك الذي تعاونوا على الاثم والعدوان بمحاربتهم لاهل البيت الطاهر وارتكابهم في حقهم ابشع المجازر.
وقد اشار الشاعر الى ما حصل لاعداء الحق وخصوم المبدأ من تحول نصرهم المادي الزائف الى هزيمة عسكرية منكرة بعد انهزامهم من الاول معنويا بقوله مخاطبا الحسين عليهالسلام.
قتلوك للدنيا ولكن لم تــدم |
|
لبني امية بعد قتلك جــيلا |
ولرب نصر عاد شر هزيمة |
|
تركت بيوت الظالمين طلولا |
وتحصل مما تقدم ان الظرف في عهد الإمام الحسن لم يكن صالحا