دروس توجيهية من صلح الإمام الحسن ( ع )
الدرس الاول : في تحديد الميزان الشرعي السليم الذي يعتمد عليه لمعرفة مشروعية الحرب ورجحانها وعدم ذلك وبعد التأمل في روح التشريع الإسلامي وفلسفة احكامه التي شرعت من اجل خدمة الإنسان ية بتحصيل المنافع لها ودفع الاضرار عنها.
اجل : بعد التأمل في ذلك ندرك ان الميزان في مشروعية الحرب ورجحانها هو ترتب ما يعود على الدين بالسلامة وعلى الامة بالعزة والكرامة وعلى الوطن بالاستقلال والحرية فلا يخضع اهله الا لله سبحانه وشرعه العادل الكامل في كل المجالات وبكل التصرفات ـ وعليه فأي حرب تنتج ذلك تكون مشروعة وراجحة وربما تصبح واجبة كما هو الغالب في اكثر الموارد ـ بالوجوب الكفائي ـ وقد يتحول الى وجوب عيني في حق بعض الاشخاص الذين يكون له دور بارز واثر بليغ في انتزاع النصر والانتصار على الاعداء في ساحة المواجهة.
وكل ما يبذل في هذا السبيل يعتبر مبذولا في سبيل الله فإن كان المبذول نفسا ـ كان الباذل شهيدا مستحقا ما اعطاه الله سبحانه له من المنزلة الرفيعة في الدنيا بحيث يصبح معها حيا خالدا لا ينطبق عليه عنوان الميت في المنظور القرآني والمنطق الإسلامي القائل :
( ولاتحسبن الذين قتلوا في سبيل الله امواتا بل احياء عند ربهم يرزقون ) (١).
__________________
(١) سورة آل عمران ، آية : ١٦٩.