والقائل :
( ولا تقولوا لمن يقتل في سبيل الله اموات بل احياء ولكن لا تشعرون (١٥٤) ) (١).
مضافا الى ما يناله في الآخرة من النعيم الخالد والسعادة الدائمة ورضوان من الله أكبر.
وكذلك كل ما يبذل في السبيل المذكور من المال ونحوه يعتبر مبذولا في سبيل مرضاة الله سبحانه بحيث يكون من مصاديق الجهاد في سبيل الله بالمال وهو ما صرح الله به في قوله تعالى :
( يايها الذين آمنوا هل ادلكم على تجارة تنجيكم من عذاب اليم (١٠) تؤمنون بالله ورسوله وتجاهدون في سبيل الله بأموالكم وانفسكم ذلكم خير لكم ان كنتم تعلمون (١١) ) (٢).
وقوله تعالى :
( * إن الله اشترى من المؤمنين انفسهم واموالهم بأن لهم الجنة يقاتلون في سبيل الله فيقتلون ويقتلون وعدا عليه حقا في التورات والانجيل والقران ومن اوفى بعهده من الله فاستبشروا ببيعكم الذي بايعتم به وذلك هو الفوز العظيم (١١١) ) (٣).
واذا لم تكن الحرب راجحة بالميزان المذكور وللهدف المذكور ـ بأن كان الظرف حسنيا لا حسينيا ومكيا لا مدنيا ـ فلا تكون مشروعة بل تصبح محرمة اذا ترتب عليها اضرار جسيمة في الانفس والاموال من دون ترتب اثر ايجابي وهدف شرعي عقلائي.
وذلك لان الحرب لم تشرع في الإسلام الا لدفع خطر جسيم او لتحصيل نفع عظيم يفوق ما يبذل من الانفس والاموال في هذا السبيل كما تقدم وبدون ذلك تكون لغواً والقاء للانفس في التهلكة وصرفا للطاقات
__________________
(١) سورة البقرة ، آية : ١٥٤.
(٢) سورة الصف ، آية : ١٠ و ١١.
(٣) سورة التوبة ، آية : ١١١.