المادية والمعنوية ـ وهي ملك الله سبحانه في غير مرضاته وهذا هو السبب الذي اقتضى ان يقعد الإمام الحسن عليهالسلام عن القتال.
كما ان دفع الضرر الجسيم والخطر العظيم الذي كان متوقعا حصوله للرسالة والامة لو استقر نظام بني امية ـ في الوجود هو الذي كان المبرَر الشرعي والعقلائي لان ينهض الحسين عليهالسلام بثورته المباركة في سبيل حفظ الدين من الانهيار والمحافظة على معطياته الايجابية الكثيرة والكبيرة التي ترتبت عليه منذ بزغ فجر رسالته الخالدة المنقذة واستمرت معه جنبا الى جنب في كل القرون التي سلفت وستبقى ملازمة له ملازمة النور والحرارة للشمس ـ وان اختلفت في النوعية والكمية تبعا لاختلاف الظروف الموضوعية والعوامل الخارجية التي تؤثر سلبا وايجابا بحسب طبيعة المرحلة كما هو المعلوم.
والشاهد التاريخي الواضح على هذه الحقيقة الموضوعية هو الازدهار والانتشار الذي حصل للرسالة الإسلامية المباركة في زمن الإمامين الباقر والصادق عليهمالسلام الامر الذي سبب انتساب المذهب والطائفة الشيعية الى الإمام جعفر الصادق عليهالسلام فقيل المذهب الجعفري والطائفة الجعفرية.
الثاني من الدروس التي تستلهم من قضية مصالحة الإمام الحسن عليهالسلام لمعاوية هو درس في التنسيق والتفاهم على موقف موحد تملية المصلحة الإسلامية العليا ـ كما اتفق بين الإمامين العظيمين الحسن والحسين عليهمالسلام حيث رجحا معا التوقف عن الحرب بانتظار سنوح الفرصة وعدم المغامرة بالاستمرار عليها مع ظهور العلامات الكثيرة المنذرة بالفشل وعدم ترتب اي اثر ايجابي عليه ـ اي على الاستمرار ولم يكن اتفاق الرأي وتوحيد الموقف بين الإمامين عليهماالسلام من جهة العصمة بل من جهة الوعي والحكمة التي تقتضي التدبر والنظر الى القضايا بعين البصيرة النافذة التي تنظر الى الحاضر وملابساته والمستقبل ومعطياته.
والجهة التي يتوقع استفادتها هذا الدرس ـ هي الرموز القيادية التي