الاخرون الإسلام على حقيقته وسماحته ورحمته التي يشمل بها كل الناس حتى المعادي منهم بل وحتى الحيوان من الكائنات الحية التي تحس بغريزتها وطبيعتها الحيوانية باللذة والالم ـ كما مرت الاشارة اليه في بعض ابحاث هذا الكتاب.
وما الدروس التي يمكن استلهامها من قصة الفتح فكثيرة سأقتصر على ذكرها اهمها وهي كما يلي.
دروس تربوية من فتح مكة المكرمة
الدرس الاول : من هذه الدروس هو درس في ايثار الحل السلمي في مقام الصراع وعدم اللجوء الى العنف والحل العسكري الا وقت الحاجة الماسة والضرورة الملحة ـ فيلجأ اليه حينئذ كما يلجأ الطبيب الحكيم الى الدواء المر والعملية الجراحية عندما يتوقف العلاج وحفظ حياة المريض على ذلك ـ واستفادة هذا الدرس كانت من موافقة النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم على الحل السلمي الذي تم الاتفاق عليه بين الطرفين ولم يصر على الحل العسكري حتى ولو كان مؤديا الى النصر المادي العسكري ـ وذلك لان الحرب لا تطلب في الإسلام لذاتها وانما تطلب لما يترتب عليها من نفع كثير او دفع ضرر خطير ـ فإذا كانت لا تؤدي الى هذا الهدف الإنساني فهي تفقد مبررها وقد اكد الله سبحانه هذه الحقيقة بقوله تعالى مخاطبا نبيه محمد صلىاللهعليهوآلهوسلم.
( * وان جنحوا للسلم فاجنح لها وتوكل على الله انه هو السميع العليم (٦١) ) (١).
الدرس الثاني : في التواضع والتنازل عن بعض الاعتبارات في سبيل تحقيق هدف كبير ومصلحة عليا متوقفة عليه وقد حصل ذلك من النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم في مكانين من المعاهدة المذكورة الاول عندما كتب الإمام علي البسملة
__________________
(١) سورة الانفال ، آية : ٦١.