( بسم الله الرحمن الرحيم ) في افتتاحية المعاهدة ولم يوافق عليها الطرف المقابل وهو سهيل بن عمرو وطلب كتابة ما تعارفوا عليه عندهم وهو عبارة ( باسمك اللهم ).
الثاني : عندما كتب الإمام علي عليهالسلام بطلب من الرسول صلىاللهعليهوآلهوسلم العبارة التالية : « هذا ما قاضى عليه محمد رسول الله الخ ولم يوافق على ذلك سهيل وطلب محوها والاقتصار على اسم الرسول مجردا عن وصف الرسالة ».
وذلك لان الرسالة الإسلامية المباركة التي جاءت رحمة للعالمين ولانقاذ الناس اجمعين ـ قد بلغت من الاهمية درجة تقتضي ان يضحي في سبيلها بالانفس النفيسة والابناء الاحباء والاخوة الاعزاء والاصحاب الاوفياء كما حصل من الحسين عليهالسلام ذلك كله عندما تعرض الدين للخطر كما هو المعلوم فبالطريق الاولى ان يضحى بما هو اقل من ذلك في هذا السبيل.
الدرس الثالث : في احترام العهود والمواثيق مهما كان ذلك صعبا وكلف من تضحيات جسام ـ لان ذلك تأكيد لمصداقية اسلام المسلم وتعميق لتعاليم الدين في نفوس ابناء المجتمع وخصوصا اذا كان الوفاء بالعهد مع غير المسلم ـ فإن ذلك يرغبه في الانتماء الى الدين الإسلامي والسير على نهجه القويم بعدما يدرك واقعيته وعدالته الاصيلة التي تشمل بنفحاتها العاطرة حتى غير المسلمين وبذلك يعرف المراد من قول الإمام الصادق عليهالسلام وهو يوصي شيعته بتطبيق تعاليم الدين والتجمل بمكارم اخلاقه مع الناس اجمعين حتى مع الاشخاص الذي يختلفون معهم في التوجه الديني او المذهبي او السياسي لان ذلك هو طبيعة الرسالة الإسلامية التي شاءها الله سبحانه ان تكون كالشمس تشرق على كل الناس وتمدهم بنورها الوضاء وحرارتها المنعشة وكالمطر الذي ينزل على الارض كلها بلا استثناء.
وقد تمثل الوفاء بالعهد والاتفاق المبرم بين الطرفين ـ بارجاع النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم ـ بعض من جاءه الى المدينة من مكة مسلما هاربا بدينه من قومه