مدرسته مؤخراً لم تترسخ عقيدته في قلوبهم بالدرجة القابلة لازالة رواسب الجاهلية ونزعة حب الاخذ بالثأر ـ نتج عن ذلك تغلب الهوى على الهدى وتعاون اعداء الحق على الاثم والعدوان من اجل اطفاء نوره بأية وسيلة ـ وبذلك يعرف سبب وجود الطمع اللعين لدى الكثيرين ممن وقفوا في صف المعارضة لحكم الإمام علي عليهالسلام لانه كان شديد الحرص على تطبيق نظام العدالة بدقة وحزم حتى في حق القريب فضلا عن البعيد الغريب وقصته مع اخيه عقيل مشهورة ومثلها قصته مع عمرو بن العاص عندما جاءه ليلا وهو مشغول بادارة شؤون المسلمين ونظم امورهم على ضوء السراج الذي كان مضاء بالزيت المشترى من بيت مال المسلمين ـ حيث اطفأ السراج لمجرد علمه بأن عمروا هذا قد جاءه بقضية خاصة به من اجل ان لا يصرف ولو قليلا من زيت مصباح المسلمين في غير مصلحتهم.
ومن المعلوم ان هذه الشدة في تطبيق الاحكام الشرعية وخصوصا فيما يتعلق بالقضايا المالية لا تنسجم مع طبق وطمع الكثيرين ممن تعودوا على خلاف ذلك وعلى الاخص بعد اعلانه العزم على استرجاع ما يستطيع ارجاعه من مال بيت للمسلمين الذي اخذ منه وصرف في مورد غير مشروع او على شخص غير مستحق حتى ولو تزوج به النساء واشتريت به العبيد والاماء.
والجامع المشترك بين الاسباب الثلاثة التي ساهمت في اطفاء نور الحق بالقضاء على شخص كان مع الحق كما كان الحق معه كما اخبر الرسول الاعظم صلىاللهعليهوآلهوسلم ـ هو عدم الايمان او ضعفه الى درجة يصبح معها بحكم العدم ـ وذلك لان المؤمن حقا لا يحسد ولا يحقد ولا يطمع بغير رحمة الله ورضوانه.
وحيث ان الشهادة كانت الحلم السامي والامل الوضاء الذي سعى في سبيل تحصيله سابقا وقوي تطلعه لادراك هذه الامنية ليلة المبيت في فراش الرسول صلىاللهعليهوآلهوسلم ويوم أُحد وشاءت الحكمة الالهية ان تؤخر له ادراك هذا الهدف الغالي العالي.