الاجتماع وعلم النفس ، والدراسات الجمالية والأخلاقية لهذا النوع من البحث التأريخي من فرص التوسّع والتنوّع.
* * *
وقد كان المنهج الأول ـ في الماضي ـ يخدم أهدافاً تربوية وسياسية ، وبالإضافة إلى الهدف الثقافي المحض الذي نقدّر أنّه لم يكن يحظى من كُتّاب المقتل القدماء بعناية ذات شأن.
أمّا لدى المحدّثين من كُتّاب المقتل والسيرة الحسينيّة ، فإنّ هذا المنهج يخدم أهدافاً ثقافية وتربوية فقط ، بعد أن توارى الهدف السياسي منذ زمن طويل.
أمّا المنهج الثاني فإنّه يخدم أهدافاً ثقافية بالدرجة الأولى ، وأهدافاً تربوية إلى حدّ ما دون أن يكون له فيما نقدّر أي مضمون سياسي.
لكنّه يعاني في الوقت نفسه من عيب كبير ؛ إذ إنّه يُعطي انطباعاً قويّاً بأنّ الثورة الحسينيّة ثمرة لخلاف عائلي وشخصي أضرمته المطامع السياسيّة ، وغذّته ـ على مهل ـ طوال عقود كثيرة من السنين أحداث الصراع القبلي حول زعامة قريش ومكة. وهذا انطباع خاطئ بلا شك ؛ فإنّ حوافز الصراع الذي بلغ ذروته بالثورة الحسينيّة كانت من الجانب الحسيني ذات محتوى سياسي اجتماعي يستمد توجيهه العقيدي ومنهجيته التشريعية من الإسلام ، وكانت من الجانب الأموي ـ جانب النظام ـ ذات محتوى سياسي اجتماعي يستمد توجيهه المبدئي ، وخطّ سيره من القيم القبائلية الجاهليّة من جهة ، ومن طرائق الحكم البيزنطي من جهة ثانية ، مع إسباغ صفة إسلاميّة على الممارسات التي يقوم بها النظام.
* * *
ولكنّ هذين المنهجين ـ مع الاعتراف بكلّ فضائلهما ـ يفشلان في تحقيق