إلى الله وسراجاً منيراً ، وهذا ماءُ الفرات تقع به خنازير السواد وكلابه ، وقد حيلَ بينهُ وبين ابن بنت رسول الله صلىاللهعليهوآله أفجزاءُ محمّد هذا؟ (١)
وخَطبَ الحُرّ الرياحي بعد توبتهِ مخاطباً الجيش المعادي ، وقال فيما قال : يا أهل الكوفة ، لأمِّكم الهَبل والعَبْر (٢) ، إذ دعوتُم هذا العبد الصالح حتّى إذا أتاكم أسلمتموه ، وزَعمتم أنّكم قاتلوا أنفسكم دونه ، ثُمّ عَدوتُم عليه لتقتلوه ......... إلخ (٣).
وأنشدَ وهب بن عبد الله بن خُباب الكلبي (٤) خلال حَملته بأبياتٍ يقول فيها :
__________________
الهمداني شَرَف وقدر وهو من أصحاب أمير المؤمنين عليهالسلام ، وكان من أشراف أهل الكوفة ولهُ كتاب القضاء والأحكام يرويه عن أمير المؤمنين وعن الحسن عليهالسلام ، وكتابهُ من الأصول المعتبرة عند الأصحاب ، ولمّا بلغهُ خبر الحسين عليهالسلام خَرجَ من الكوفة متوجّهاً إلى مكّة في طلبهِ فلحقَ به ولازَمه حتّى استشهدَ بين يديه (واقعة الطف لبحر العلوم : ص ٥٠١).
(١) مقتلُ الخوارزمي : ج ١ ، ص ٢٥ ، البحار : ج ٤٥ ، ص ٥ ، أمالي الصدوق : ص ٩٦ ، مجلس ٣٠.
(٢) الهَبَل : بالتحريك قولك هَبَلته أُمّه أي : ثَكلتهُ (مجمع البحرين : ج ٥ ، ص ٤٩٧).
العَبْر : بالفتح فالسكون ، هو جريان الدمع أو تردّد البكاء في الصدر (مجمع البحرين : ج ٣ ، ص ٣٩٤ ، ط نجف).
(٣) الكامل لابن الأثير : ج ٣ ، ص ٢٨٨ ، تاريخ الطبري : ج ٦ ، ص ٤٤٥ ، الإرشاد للمفيد : ص ٢٣٥.
(٤) وهب الكلبي : ذَكرهُ ابن شهرآشوب في المناقب : ج ٤ ، ص ١٠١ ، ط قم بعنوان (وهب بن عبد الله الكلبي) ، وذَكر لهُ الرجل المعروف لأبيه (إن تنكروني فأنا ابن الكلبي) ، وذَكرهُ الخوارزمي في مقتله : ج ٢ ص ١٣ بعنوان (وهب بن عبد الله بن خباب الكلبي) ، ومثلهُ في البحار : ج ٤٥ ، ص ٦٦ وكلاهما يذكران موت أمّه (أُم وهب) عنده ، لا عند زوجها عبد الله. وفي بعض المصادر ومنها البحار أيضاً : ج ٤٤ ، ص ٣٢٠ أنّ اسمهُ وهب بن وهب ، ويَذكر الخوارزمي في مقتلهِ : أنّ وَهب هذا كان نصرانيّاً فأسلمَ هو وأُمّه على يد الحسين وأنّه قَتلَ ٢٤ رجلاً و ١٢ فارساً ، ثُمّ أُخِذ أسيراً إلى ابن سعد ، فضُربت عُنقه ورُمي برأسه إلى عسكر الحسين ، فأخَذت أمّه الرأس فقبّلتهُ ثُمّ شدّت بعمود الفسطاط فَقَتلت به رجلين ، فقال لها الحسين (ع) : «ارجِعي يا أُمّ وهب ؛ فإنّ الجهاد مرفوعٌ عن النساء». فَرَجعت وهي تقول : إلهي لا تقطع رجائي ، فقال لها الحسين : «لا يقطع الله رجاكِ يا أُمّ وهب» (واقعة الطف لبحر العلوم : ص ٥٢٨).