تفسير المفردات
الريبة : اضطراب النفس وعدم اطمئنانها بالأمر ، وفاطر السموات والأرض أي موجدهما على نظام بديع ، والسلطان. الحجة والبرهان.
المعنى الجملي
بعد أن ذكر سبحانه ما ذكّر به موسى قومه بما أولاهم به من نعمة ، ورفع عنهم من نقمة ، ثم ذكر وعده تعالى بالزيادة لمن شكر ، ووعيده بالعذاب لمن كفر ، ثم حذرهم بأن الكفران لا يضير ربهم ، وأنه غنى عن حمدهم وحمد من فى الأرض جميعا يذكّرهم بأيام الله فيمن قبلهم ، من الأمم السالفة والأجيال البائدة ، بأسلوب طلىّ ومقال جلىّ ، فذكر القول أوّلا على سبيل الإجمال ، ثم أتبعه بمحاورة بين الرسل وأقوامهم ، أقام فيها الرسل الحجة على أممهم ، ودحض ما تمسكوا به من الترّهات والأباطيل.
الإيضاح
(أَلَمْ يَأْتِكُمْ نَبَؤُا الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ قَوْمِ نُوحٍ وَعادٍ وَثَمُودَ وَالَّذِينَ مِنْ بَعْدِهِمْ لا يَعْلَمُهُمْ إِلَّا اللهُ) أي ألم يأتكم خبر قوم نوح وعاد وثمود وغيرهم من الأمم المكذبة للرسل التي غاب عن الناس علمها ، وعند الله إحصاؤها.
ثم فصل هذا النبأ وفسره بقوله :
(جاءَتْهُمْ رُسُلُهُمْ بِالْبَيِّناتِ) أي جاءتهم رسلهم بالمعجزات الظاهرة ، والبينات الباهرة ، وبين كل رسول لأمته طريق الحق ، ودعاهم إليه ، ليخرجهم من الظلمات إلى النور.