(وَالَّذِينَ يَنْقُضُونَ عَهْدَ اللهِ مِنْ بَعْدِ مِيثاقِهِ وَيَقْطَعُونَ ما أَمَرَ اللهُ بِهِ أَنْ يُوصَلَ وَيُفْسِدُونَ فِي الْأَرْضِ أُولئِكَ لَهُمُ اللَّعْنَةُ وَلَهُمْ سُوءُ الدَّارِ (٢٥))
المعنى الجملي
بعد أن ذكر سبحانه أوصاف المتقين ، وما أعدّ لهم عنده فى دار الكرامة ، بما كان لهم من كريم الصفات وفاضل الأخلاق ـ بين حال الأشقياء وما ينتظرهم من العذاب والنكال ، وأتبع الوعد بالوعيد والثواب بالعقاب على سنة القرآن الدائبة فى مثل هذا «نبّى عبادى أنّى أنا الغفور الرّحيم. وأنّ عذابى هو العذاب الأليم».
الإيضاح
وصف سبحانه الأشقياء بصفات هى السبب فى خسرانهم :
(١) (وَالَّذِينَ يَنْقُضُونَ عَهْدَ اللهِ مِنْ بَعْدِ مِيثاقِهِ) أي والذين ينقضون عهد الله الذي ألزمه عباده بما أقام عليه من الأدلة العقلية كالتوحيد والقدرة والإرادة والإيمان بالأنبياء والوحى ونحوها.
ونقضه إما بألا ينظروا فيه فلا يمكنهم العمل بموجبه ، وإما بأن ينظروا فيه ويعلموا صحته ثم هم بعد يعاندون فيه ولا يعملون بما علموه واعتقدوا صحته.
وقوله : من بعد ميثاقه أي من بعد اعترافهم به وإقرارهم بصحته.
(٢) (وَيَقْطَعُونَ ما أَمَرَ اللهُ بِهِ أَنْ يُوصَلَ) من الإيمان به وبجميع أنبيائه الذين جاءوا بالحق ، فآمنوا ببعض الرسل وكفروا ببعض ، وقطعوا الرحم وكانوا حربا على المؤمنين وعونا للكافرين ، ومنعوا المساعدات العامة التي توجب التآلف والمودة بين المؤمنين كما جاء فى الحديث : «المؤمن للمؤمن كالبنيان يشد بعضه بعضا» وجاء أيضا «المؤمنون كالجسد الواحد إذا اشتكى منه عضو اشتكى باقى الأعضاء بالسهر والحمى».