(٣) (وَيُفْسِدُونَ فِي الْأَرْضِ) بظلمهم لأنفسهم وظلمهم لغيرهم بابتزاز أموالهم واغتصابها بلا حق ، وتهييج الفتن بين المسلمين وإثارة الحرب عليهم ، وإظهار العدوان لهم.
ثم حكم عليهم بما يستحقون بما دسّوا به أنفسهم فقال :
(أُولئِكَ لَهُمُ اللَّعْنَةُ) أي أولئك الذين اتصفوا بهذه المخازي وسىء الصفات ، لهم بسبب ذلك الطرد من رحمته ورضوانه ، والبعد من خيرى الدنيا والآخرة.
(وَلَهُمْ سُوءُ الدَّارِ) أي ولهم سوء العاقبة وهو عذاب جهنم ، جزاء وفاقا لما اجترحوه من السيئات ، وأتوا به من الشرور والآثام.
يبسط الله الرزق لبعض عباده ويقدر على آخرين لحكمة هو بها عليم
(اللهُ يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَنْ يَشاءُ وَيَقْدِرُ وَفَرِحُوا بِالْحَياةِ الدُّنْيا وَمَا الْحَياةُ الدُّنْيا فِي الْآخِرَةِ إِلاَّ مَتاعٌ (٢٦) وَيَقُولُ الَّذِينَ كَفَرُوا لَوْ لا أُنْزِلَ عَلَيْهِ آيَةٌ مِنْ رَبِّهِ قُلْ إِنَّ اللهَ يُضِلُّ مَنْ يَشاءُ وَيَهْدِي إِلَيْهِ مَنْ أَنابَ (٢٧) الَّذِينَ آمَنُوا وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُمْ بِذِكْرِ اللهِ أَلا بِذِكْرِ اللهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ (٢٨) الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ طُوبى لَهُمْ وَحُسْنُ مَآبٍ (٢٩))
تفسير المفردات
يقدر : يضيّق كقوله «وَمَنْ قُدِرَ عَلَيْهِ رِزْقُهُ» أي ضيّق ، والمراد أنه يعطيه بقدر كفايته لا يفضل عنه شىء ، متاع : أي متعة قليلة لا دوام لها ولا بقاء ، وأناب : أي رجع عن العناد ، وأقبل على الحق ، وتطمئن : أي تسكن وتخشع ، وطوبى لهم : أي لهم العيش الطيب وقرة العين والغبطة والسرور ، والمآب : المرجع والمنقلب.