(قالُوا تَاللهِ تَفْتَؤُا تَذْكُرُ يُوسُفَ حَتَّى تَكُونَ حَرَضاً أَوْ تَكُونَ مِنَ الْهالِكِينَ (٨٥) قالَ إِنَّما أَشْكُوا بَثِّي وَحُزْنِي إِلَى اللهِ وَأَعْلَمُ مِنَ اللهِ ما لا تَعْلَمُونَ (٨٦) يا بَنِيَّ اذْهَبُوا فَتَحَسَّسُوا مِنْ يُوسُفَ وَأَخِيهِ وَلا تَيْأَسُوا مِنْ رَوْحِ اللهِ إِنَّهُ لا يَيْأَسُ مِنْ رَوْحِ اللهِ إِلاَّ الْقَوْمُ الْكافِرُونَ (٨٧))
تفسير المفردات
تفتأ : أي لا تفتأ بمعنى لا تزال. والحرض : المرض المشفى على الهلاك ، من الهالكين : أي الميتين ، البث فى الأصل : إثارة الشيء وتفريقه كبث الريح التراب ، ثم استعمل فى إظهار ما انطوت عليه النفس من الغم أو السر ، وتحسسوا : أي تعرفوا أخبار يوسف بحواسكم من سمع وبصر ، والرّوح : التنفس ، يقال أراح الإنسان إذا تنفس ، ثم استعمل للفرج والتنفيس من الكرب.
الإيضاح
(قالُوا تَاللهِ تَفْتَؤُا تَذْكُرُ يُوسُفَ حَتَّى تَكُونَ حَرَضاً أَوْ تَكُونَ مِنَ الْهالِكِينَ) أي قال ولد يعقوب الذين جاءوا من مصر حين قال يا أسفا على يوسف : تالله لا تزال تذكر يوسف وتلهج به حتى تصير بذلك إلى مرض لا تنتفع بنفسك معه أو تموت من الغم.
وخلاصة ذلك ـ إنك الآن فى بلاء شديد ، ونخاف أن يحصل لك ماهو أكثر وأقوى منه ، وهم يريدون بذلك منعه من البكاء والأسف.
فأجابهم والتمس لنفسه معذرة على الحزن :
(قالَ إِنَّما أَشْكُوا بَثِّي وَحُزْنِي إِلَى اللهِ) أي لا تلومونى وأنا لم أشك إليكم ولا إلى