لاحتمالها سبيلا ، وهى ما قبلت تلك الآلام واحتملتها إلا لأنها توقن بسعادة أخرى وراء ما تقاسى من المناعب فى هذه الحياة ، ولله در القائل :
ومن البلية أن ترى لك صاحبا |
|
فى صورة الرجل السميع المبصر |
فطن بكل مصيبة فى ماله |
|
وإذا يصاب بدينه لم يشعر |
(أَوَلَمْ يَتَفَكَّرُوا فِي أَنْفُسِهِمْ ما خَلَقَ اللهُ السَّماواتِ وَالْأَرْضَ وَما بَيْنَهُما إِلاَّ بِالْحَقِّ وَأَجَلٍ مُسَمًّى وَإِنَّ كَثِيراً مِنَ النَّاسِ بِلِقاءِ رَبِّهِمْ لَكافِرُونَ (٨) أَوَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَيَنْظُرُوا كَيْفَ كانَ عاقِبَةُ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ كانُوا أَشَدَّ مِنْهُمْ قُوَّةً وَأَثارُوا الْأَرْضَ وَعَمَرُوها أَكْثَرَ مِمَّا عَمَرُوها وَجاءَتْهُمْ رُسُلُهُمْ بِالْبَيِّناتِ فَما كانَ اللهُ لِيَظْلِمَهُمْ وَلكِنْ كانُوا أَنْفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ (٩) ثُمَّ كانَ عاقِبَةَ الَّذِينَ أَساؤُا السُّواى أَنْ كَذَّبُوا بِآياتِ اللهِ وَكانُوا بِها يَسْتَهْزِؤُنَ (١٠))
المعنى الجملي
لما أنكر المشركون الإله بإنكار وعده ، وأنكروا البعث كما قال وهم عن الآخرة هم غافلون ـ أردف هذا أن الأدلة متظاهرة فى الأنفس والآفات على وجوده وتفرده بخلقها ، وأنه لا إله غيره ولا رب سواه ، وأنها لم تخلق سدى ولا باطلا ، بل خلقت بالحق ، وأنها مؤجلة إلى أجل مسمى هو يوم القيامة ، ثم أمرهم بالسير فى أقطار الأرض ليعلموا حال المكذبين من الأمم قبلهم ، وقد كانوا أشد منهم بأسا وقوة ، فكذبوا رسلهم فأهلكهم الله وصاروا كأمس الدابر والمثل الغابر ، وما كان ذلك إلا بظلمهم وفساد أنفسهم لا بظلم الله لهم.