اللهِ فَأُولئِكَ هُمُ الْمُضْعِفُونَ (٣٩) اللهُ الَّذِي خَلَقَكُمْ ثُمَّ رَزَقَكُمْ ثُمَّ يُمِيتُكُمْ ثُمَّ يُحْيِيكُمْ هَلْ مِنْ شُرَكائِكُمْ مَنْ يَفْعَلُ مِنْ ذلِكُمْ مِنْ شَيْءٍ سُبْحانَهُ وَتَعالى عَمَّا يُشْرِكُونَ (٤٠))
تفسير المفردات
حقه : هو صلة الرحم والبرّ به ، والمسكين : هو المعدم الذي لا مال له ، وابن السبيل : هو المسافر الذي احتاج إلى مال وعزّ عليه إحضاره من بلده ، ووسائل المواصلات الحديثة الآن تدفع مثل هذه الحاجة ، ربا : أي زيادة ، والمراد بها الهدية التي يتوقع بها مزيد مكافأة ، فلا يربو عند الله : أي فلا يبارك فيه ، والمراد بالزكاة الصدقة ، المضعفون : أي الذين يضاعف الله لهم الثواب والجزاء.
المعنى الجملي
بعد أن بين سبحانه أنه يبسط الرزق لمن يشاء ويقدر ـ أردف ذلك ببيان أنه يحبّ الإحسان على ذوى القربى وذوى الحاجات من المساكين وأبناء السبيل ، فإنه إذا بسط الرزق لم ينقصه الإنفاق ، وإذا قدر لم يزده الإمساك :
إذا جادت الدنيا عليك فجدبها |
|
على الناس طرّا إنها تتقلّب |
فلا الجود يفنيها إذا هى أقبلت |
|
ولا البخل يبقيها إذا هى تذهب |
الإيضاح
(فَآتِ ذَا الْقُرْبى حَقَّهُ وَالْمِسْكِينَ وَابْنَ السَّبِيلِ) أي أعط أيها الرسول ومن تبعك من المؤمنين : الأقارب الفقراء جزءا من مالك صلة للرحم ، وبرا بهم لأنهم أحق الناس بالشفقة ؛ ومن ثم حكى عن أبى حنيفة أنه استدل بهذه الآية على وجوب النفقة على كل ذى رحم محرم ذكرا كان أو أنثى إذا كان فقيرا عاجزا عن الكسب.