المشركين ، وبلغهم رسالة ربك ، فإن وعده الذي وعدك من النصر عليهم والظفر بهم ، وتمكينك وتمكين أصحابك وأتباعك فى الأرض ـ حق لا شك فيه ، وليكونن لا محالة.
(وَلا يَسْتَخِفَّنَّكَ الَّذِينَ لا يُوقِنُونَ) أي ولا يحملنك الذين لا يوقنون بالميعاد ولا يصدقون بالبعث بعد الممات ـ على الخفة والقلق ، فيثبطوك عن أمر الله والقيام بما كلفك به من تبليغ رسالته.
وفى هذا إرشاد لنبيه صلى الله عليه وسلم ، وتعليم له ، بأن يتلقى المكاره بصدر رحب ، وسعة حلم.
أخرج ابن أبى شيبة وابن جرير وابن المنذر والحاكم والبيهقي أن رجلا من الخوارج نادى عليا وهو فى صلاة الفجر فقال : «وَلَقَدْ أُوحِيَ إِلَيْكَ وَإِلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكَ لَئِنْ أَشْرَكْتَ لَيَحْبَطَنَّ عَمَلُكَ وَلَتَكُونَنَّ مِنَ الْخاسِرِينَ» فأجابه وهو فى الصلاة : «فَاصْبِرْ إِنَّ وَعْدَ اللهِ حَقٌّ وَلا يَسْتَخِفَّنَّكَ الَّذِينَ لا يُوقِنُونَ».
ولا عجب من صدور مثل هذا الجواب على البديهة من على كرم الله وجهه ، وهو مدينة العلم.
وصل ربنا على محمد وآله الكرام ، واجعلنا من الذين يستمعون القول فيتبعون أحسنه.