أَجْمَعِينَ (١٣) فَذُوقُوا بِما نَسِيتُمْ لِقاءَ يَوْمِكُمْ هذا إِنَّا نَسِيناكُمْ وَذُوقُوا عَذابَ الْخُلْدِ بِما كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ (١٤)).
المعنى الجملي
بعد أن أثبت البعث والرجوع ـ بين حال المشركين حين معاينة العذاب ، ووقوفهم بين يدى الله أذلاء ناكسى رءوسهم من الحياء والخجل طالبى الرجوع إلى الدنيا لتحسين أعمالهم ، ثم بين أنه لا سبيل إلى العودة ، لأنهم لو ردوا لعادوا إلى ما نهوا عنه ، وأنه قد ثبت فى قضائه ، وسبق فى وعيده أن جهنم تمتلئ من الجنة والناس ممن ساءت أعمالهم ، وقبحت أفعالهم ، فلا يصلحون لدخول الجنة ، ويقال لهم : ذوقوا عذاب النار جزاء ما عملتم فى الدنيا ، وقد نسيتم لقاء ربكم ، فجازاكم ، بفعالكم ، وجعلكم كالمنسيين من رحمته.
الإيضاح
(وَلَوْ تَرى إِذِ الْمُجْرِمُونَ ناكِسُوا رُؤُسِهِمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ رَبَّنا أَبْصَرْنا وَسَمِعْنا فَارْجِعْنا نَعْمَلْ صالِحاً) أي ولو ترى أيها الرسول هؤلاء القائلين : أئذا ضللنا فى الأرض أإنا لفى خلق جديد ـ ناكسى رءوسهم عند ربهم حياء وخجلا منه ، لما سلف منهم من معاصيهم له فى الدنيا ، قائلين : ربنا أبصرنا الحشر ، وسمعنا قول الرسول وصدّقنا به ، فارجعنا إلى الدنيا نعمل صالح الأعمال ، وهذا منهم عود على أنفسهم بالملامة إذا دخلوا النار ، كما حكى عنهم سبحانه قولهم : «لَوْ كُنَّا نَسْمَعُ أَوْ نَعْقِلُ ما كُنَّا فِي أَصْحابِ السَّعِيرِ».
ثم ادّعوا اطمئنان قلوبهم حينئذ ، وقدرتهم على فهم معانى الآيات ، والعمل بموجبها ، كما حكى الله عنهم بقوله :