لَهُ الدِّينَ فَلَمَّا نَجَّاهُمْ إِلَى الْبَرِّ إِذا هُمْ يُشْرِكُونَ (٦٥) لِيَكْفُرُوا بِما آتَيْناهُمْ وَلِيَتَمَتَّعُوا فَسَوْفَ يَعْلَمُونَ (٦٦))
تفسير المفردات
اللهو : الاستمتاع باللذات ، واللعب : هو العبث وما لا فائدة فيه ، الحيوان : أي الحياة التامة التي لا فناء بعدها.
المعنى الجملي
لما ذكر فيما سلف أنهم يعترفون بأن الله هو الخالق وأنه هو الرزاق ، وهم بعد ذلك يتركون عبادته ، ويعبدون من دونه الشركاء اغترارا بزخرف الدنيا وزينتها ـ أردف ذلك أن هذه الدنيا باطل وعبث زائل ، وإنما الحياة الحقة هى الحياة الآخرة التي لا فناء بعدها ؛ فلو أوتوا شيئا من العلم ما آثروا تلك على هذه.
ثم أرشد إلى أنهم مع إشراكهم بربهم سواه فى الدعاء والعبادة ، إذا هم ابتلوا بالشدائد ، كما إذا ركبوا البحر وعلتهم الأمواج من كل جانب ، وخافوا الغرق نادوا الله ، معترفين بوحدانيته ، وأنه لا منجّى سواه ، وليتهم استمروا على ذلك ، ولكن سرعان ما يرجعون القهقرى ، ويعودون سيرتهم الأولى ، كما هو دأب من يعمل للخوف لا للعقيدة.
الإيضاح
(وَما هذِهِ الْحَياةُ الدُّنْيا إِلَّا لَهْوٌ وَلَعِبٌ) أي وما هذه الحياة الدنيا التي يتمتع بها هؤلاء المشركون إلا شىء يتعلّل به ، ثم هو منقض عما قريب ، لا بقاء له ولا دوام ، ومن ثم قيل : الدنيا إن بقيت لك لم تبق لها ، وأنشدوا :
تروح لنا الدنيا بغير الذي غدت |
|
وتحدث من بعد الأمور أمور |
وتجرى الليالى باجتماع وفرقة |
|
وتطلع فيها أنجم وتغور |