وَلَّى مُسْتَكْبِراً كَأَنْ لَمْ يَسْمَعْها كَأَنَّ فِي أُذُنَيْهِ وَقْراً فَبَشِّرْهُ بِعَذابٍ أَلِيمٍ (٧))
تفسير المفردات
المراد بلهو الحديث : الجواري المغنيات ، وكتب الأعاجم ، وقد اشتريت حقيقة. وقال ابن مسعود : لهو الحديث : الرجل يشترى جارية تغنيه ليلا ونهارا ، وعن ابن عمر «أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول فى لهو الحديث : إنما ذلك شراء الرجل اللعب والباطل» ، وسبيل الله : هو دينه ، والهزو : السخرية ، مهين : أي تلحقهم به الإهانة ، وقرا : أي صمما يمنعهم من السماع.
المعنى الجملي
بعد أن بين حال السعداء الذين يهتدون بكتاب الله ، وينتفعون بسماعه ؛ وهم الذين قال الله فيهم : «اللهُ نَزَّلَ أَحْسَنَ الْحَدِيثِ كِتاباً مُتَشابِهاً مَثانِيَ تَقْشَعِرُّ مِنْهُ جُلُودُ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ ثُمَّ تَلِينُ جُلُودُهُمْ وَقُلُوبُهُمْ إِلى ذِكْرِ اللهِ» ـ أردف ذلك ذكر حال الأشقياء الذين أعرضوا عن الانتفاع بسماع كلام الله ، وأقبلوا على استماع المزامير والغناء بالألحان وآلات الطرب.
روى عن ابن عباس أن الآية نزلت فى النضر بن الحارث اشترى قينة (مغنية) وكان لا يسمع بأحد يريد الإسلام ؛ إلا انطلق بها إليه ، فيقول : أطعميه واسقيه وغنيه ، ويقول : هذا خير مما يدعوك إليه محمد من الصلاة والصيام ، وأن تقاتل بين يديه.
وروى عن مقاتل أنه كان يخرج تاجرا إلى فارس ، فيشترى كتب الأعاجم فيرويها ويحدّث بها قريشا ، ويقول لهم : إن محمدا يحدثكم. حديث عاد وثمود ، وأنا أحدثكم