وذلك قوله : (واسأل مَن أرسلنا مِن قبلك مِن رسلنا) ١.
٤. حديث الإحتجاج ، عن أمير المؤمنين عليه السلام في جواب بعض الزنادقة المدَّعين لإختلاف القرآن وتناقضه ، قال عليه السلام :
وأما قوله : (واسأل مِن أرسلنا مِن قبلك مِن رسلنا). فهذا من براهين نبينا التي آتاه الله إياها ، وأوجب به الحجة على سائر خلقه ، لأنه لمّا ختم به الأنبياء وجعله الله رسولاً إلى جميع الأمم وسائر الملل ، خصَّه الله بالإرتقاء إلى السماء عند المعراج. وجمع له يومئذ الأنبياء ، فعلم منهم ما أُرسِلوا به وحملوه من عزائم الله وآياته وبراهينه. وأقرُّوا أجمعون بفضله ، وفضل الأوصياء والحجج في الأرض من بعده ، وفضل شيعة وصيه من المؤمنين والمؤمنات ، الذي سلموا لأهل الفضل فضلهم ، ولم يستكبروا عن أمرهم. وعرَّف من أطاعهم وعصاهم من أممهم وسائر من مضى ومن غَبر ، أو تقدم أو تأخَّر ٢.
ومن حديث العامة :
حديث الحاكم الحسكاني بأسانيده العديدة ، عن ابن مسعود ، قال : قال لي رسول الله صلى الله عليه وآله لما أُسرِيَ بي إلى السماء ، إذاً ملك قد أتاني فقال لي : يا محمد ، سَل من أرسلنا من قبلك من رسلنا على ما بُعِثوا.
قلت : معاشر الرسل والنبيين ، على ما بعثكم الله؟
قالوا : على ولايتك يا محمد ، وولاية علي بن أبي طالب عليه السلام ٣.
فهذه الآية الشريفة أيضاً تُفيد المعراج النبوي المبارك في هذا التفسير المأثور والمقبول عند الفريقين.
بل هو المعنى الظاهر الذي لا يحتاج إلى حذف أو اضمار أو تقدير ، كما أفاده شيخ الطائفة ، حيث قال :
__________________
١. كنز الدقائق : ج ١٢ ص ٦٩.
٢. الإحتجاج : ج ١ ص ٣٧٠.
٣. شواهد التنزيل : ج ٢ ص ١٥٨.