«والمعنى أنه رأى جبرئيل على صورته في الحال التي يغشي فيها السدرة من أمر الله ، ومن العجائب المنبِّهة على كمال قدرة الله تعالى ما يغشاها. وإنما أبهم الأمر فيما يغشى لتعظيم ذلك وتفخيمه» ١.
«ما زاغ البصر» ، أي ما زاغ بصر رسول الله صلى الله عليه وآله عن الحق المطلوب.
«وما طَغى» ، أي وما تجاوز عنه ، بل أثبته إثباتاً صحيحاً مستقيماً.
«بل رأى مِن آيات ربه الكبرى» ، أي رأى رسول الله صلى الله عليه وآله من آيات ربه ودلائله الكبرى.
وهي الآيات التي رآها ليلة المعراج ، ويأتي ذكرها في الروايات الدالة على المعراج.
وعلى الجملة ، فالقرآن الكريم دليل دالٌ على معراج الرسول الأعظم صلى الله عليه وآله في هذه الآيات الثلاثة المباركة.
ودلالتها على المعراج النبوي صريحة فصيحة ، متَّفق عليها بين الخاصة والعامة ، حديثاً وتفسيراً ٢.
__________________
١. مجمعالبيان : ج ٩ ص ١٧٥.
٢. الدرر المنثور : ج ٩ ص ١٢١. الكشّاف : ج ٤ ص ٤١٦.