مطرد ؛ فلذلك لا تفتح عين مضارع فعل يفعل ـ بضم العين ـ نحو وضؤ (١) يوضؤ ، ولا فى ذوات الزوائد مبنية للفاعل أو للمفعول ، نحو أبرأ يبرئ (٢) ، واستبرأ يستبرئ (٣) ، وأبرئ واستبرئ ، وذلك لكراهتهم خرم قاعدة ممهّدة ، وإنما جاز فى مضارع فعل لأنه لم يلزم هذا المضارع ضمّ أو كسر ، بل كان يجىء تارة مضموم العين ، وتارة مكسورها ، فلم يستنكر أيضا أن يجىء شىء منه يخالفهما ، وهو الفتح ، ولما جاء فى مضارع فعل ـ بالكسر ـ مع يفعل ـ بالكسر ـ يفعل ـ بالفتح ـ وهو الأكثر ، كما يجىء ، جوّزوا تغيير بعض المكسور إلى الفتح لأجل حرف الحلق ، وذلك فى حرفين وسع يسع (٤) ووطىء يطأ ، دون ورع يرع ووله يله ووهل يهل ووغر يغر ووحر يحر (٥) ، وإنما
__________________
وهنأت الأبل أهنؤها ، إذا طليتها بالهناء ـ وهو ضرب من القطران ـ ، وقد جاء فيه يهنئها ويهنؤها (من بابى ضرب ونفع) ، وجاء هنأنى الطعام يهنئنى ويهنؤنى (من بابى ضرب ونفع أيضا) ؛ إذا أتاك بغير تعب ولا مشقة
(١) تقول وضؤ يوضؤ وضاءة ؛ إذا صار وضيئا ، والوضاءة : الحسن والنظافة
(٢) تقول : أبرأته من كذا ، وبرأته أيضا (بالتضعيف) ؛ إذا خلصته
(٣) الاستبراء : الاستنقاء (أى طلب النقاء والبراءة) ، والاستبراء أيضا : ألا يطا الجارية حتى تحيض عنده حيضة
(٤) السعة : نقيض الضيق ، وقد وسعه يسعه ويسعه (بفتح السين وكسرها) : وكسر السين فى المضارع قليل فى الاستعمال مع أنه الأصل ، فأصل الفعل بكسر العين فى الماضى والمضارع ، وإنما فتحها فى المضارع حرف الحلق ، والدليل على أن أصلها الكسر حذف الواو ، ولو كانت مفتوحة العين فى الأصل لثبتت الواو وصحت أو قلبت ألفا على لغة من يقول ياجل. وتقول : وطىء الشىء يطؤه وطئا ؛ إذا داسه ، قال سيبويه : «أما وطىء يطأ فمثل ورم يرم ولكنهم فتحوا يفعل وأصله الكسر كما قالوا قرأ يقرأ» ا ه
(٥) الورع : التحرج والتقى ، وقدورع يرع ويورع (كيضرب ويفتح) ورعا