وإذا حقرت السنين والأرضين قلت : سنيّات وأريضات ؛ لأن الواو والنون فيهما عوض من اللام الذاهبة فى السنة والتاء المقدرة فى أرض ، فترجعان فى التصغير ، فلا يبدل منهما ، بل يرجع جمعهما إلى القياس ، وهو الجمع بالألف والتاء ، وإذا جعلت نون سنين معتقب الإعراب من غير علمية صغرته على سنيّن ؛ إذ هو كالواحد فى اللفظ ، وكان الزجاج يرده إلى الأصل فيقول سنيّات أيضا ، نظرا إلى المعنى ، إذ هو مع كون النون معتقب الاعراب جمع من حيث المعنى ، ولا يجوز جعل نون أرضين من دون العلمية معتقب الاعراب ، لأنها إنما تجعل كذلك في الشائع ؛ إما فى الذاهب اللام ، أو فى العلم ، كما تبين فى شرح الكافية فى باب الجمع (١)
وإذا سميت رجلا أو امرأة بأرضين فان جعلت النون معتقب الاعراب فتصغيره
__________________
رابعها مد ، فالقياس فى مثله أن تقلب المدة ياء ولا تحذف ، وقوله «وأبيكرات» ليس بصواب أيضا ، لأن الأبكر جمع القلة لبكر كنهر وأنهر ، والقياس فى مثله أن يصغر على لفظه ولا تلحق به علامة جمع التصحيح ، فيقال : أبيكر ، كما يقال أنيهر وأفيلس ، ولهذا الذى لاحظناه على عبارته تجده قد ذكر فى شرح الكافية عن البصريين غير ما ذكره ههنا ، قال (ج ٢ ص ١٧١): «وأبيكرون جمع أبيكر تصغير أبكر مقدرا كأضحى عند البصريين ؛ فهو شاذ من وجهين : أحدهما : كونه بالواو والنون من غير العقلاء ، والثانى : كونه جمع مصغر لمكبر مقدر ، وهو عند الكوفيين جمع تصغير أبكر جمع بكر ، فشذوذه من جهة جمعه بالواو والنون فقط كالدهيدهين» اه فالذى ذكره هنا هو مذهب الكوفيين وقد عرفت ملاحظتنا عليه
(١) هذا الذى ذكره المؤلف من الاقتصار فى لزوم الياء وجعل الاعراب بحركات على النون على جمع محذوف اللام كسنين وبنين وثبين وعلى ما صار علما من الجموع كفلسطين وما ألحق بها كأربعين هو مذهب جمهور النحاة وهو الذى قرره المؤلف فى شرح الكافية (ج ٢ ص ١٧٢) وقد ذهب الفراء إلى أن جعل الاعراب بحركات على