فقرأ برفع «تكون» أبو عمرو وحمزة والكسائى.
وقرأ الباقون بنصبه.
ونبهت على أن الرفع بعد «أن» لكونها مخففة من «أنّ» ، وأنها حينئذ عارية من «لا» نحو : [من مجزوء الكامل]
أن تهبطين ...... |
|
........ |
بعد : [من مجزوء الكامل]
إنّى زعيم يانوى |
|
قة ....... |
أو مقرونة بـ «لا» نحو : (وَحَسِبُوا أَلَّا تَكُونَ فِتْنَةٌ) [المائدة : ٧١].
وكون مباشرتها الفعل ضعيفا بالنسبة إلى عدم مباشرتها مبين فى باب «إن وأخواتها».
وكذلك تبين ما يفصلها من حرف تنفيس وغيره.
فأغنى ذكر ذلك عن إعادته هنا.
وأشرت بقولى :
واحتم لعلم ما لظنّ جاز ... |
|
...... |
__________________
ـ المقتضى لوقوع المخففة بعد اليقين ، والناصبة بعد غيره ، وجواز الوجهين فيما تردّد : ما ذكروه وهو «أن» المخففة تدلّ على ثبات الأمر واستقراره ؛ لأنها للتوكيد كالمشددة ، والعلم وبابه كذلك فناسب أن توقعها بعد اليقين للملاءمة بينهما ، ويدلّ على ذلك وقوعها مشددة بعد اليقين كقوله تعالى : (وَيَعْلَمُونَ أَنَّ اللهَ هُوَ الْحَقُّ الْمُبِينُ) ، (أَلَمْ تَعْلَمْ أَنَّ اللهَ عَلى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ) ، (أَلَمْ تَعْلَمْ أَنَّ اللهَ لَهُ مُلْكُ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ) إلى غير ذلك. والنوع الذى لا يدلّ على ثبات واستقرار تقع بعده الناصبة كقوله تعالى : (وَالَّذِي أَطْمَعُ أَنْ يَغْفِرَ لِي) نخشى (أَنْ تُصِيبَنا دائِرَةٌ فَخَشِينا) ، (أَنْ يُرْهِقَهُما) ، (أَأَشْفَقْتُمْ أَنْ تُقَدِّمُوا) إلى غير ذلك ، والنوع المحتمل للأمرين : تقع بعده تارة المخففة ؛ وتارة الناصبة ؛ كما تقدم من الاعتبارين. وعلى كلا التقديرين أعنى : كونها المخففة أو الناصبة ؛ فهى سادّة مسدّ المفعولين عند جمهور البصريين ، ومسدّ الأول والثانى محذوف عند أبى الحسن ، أى : حسبوا عدم الفتنة كائنا أو حاصلا. وحكى بعض النحويين أنه ينبغى لمن رفع أن يفصل «أن» من «لا» فى الكتابة ؛ لأن الهاء المضمرة حائلة فى المعنى ، ومن نصب لم يفصل ؛ لعدم الحائل بينهما. قال أبو عبد الله : «هذا ربما ساغ فى غير المصحف ، أمّا المصحف فلم يرسم إلا على الاتصال» انتهى. قلت : «وفى هذه العبارة تجوّز ؛ إذ لفظ الاتصال يشعر بأن تكتب «أنلا» فتوصل «أن» بـ «لا» فى الخط ، فينبغى أن يقال : لا تثبت لها صورة ، أو تثبت لها صورة منفصلة). ينظر : الدر (٢ / ٥٧٨ ـ ٥٨٠).