أحدهما : كونها حرفا مصدريا بمعنى «أن» ومساوية لها فى الاستقلال بالعمل.
والثانى : كونها حرف تعليل بمعنى اللام ، والنصب بعدها حينئذ بـ «أن» مضمرة غير جائزة الإظهار.
والذى أحوج إلى القول بذلك قول العرب فى السؤال عن العلة «كيمه»؟ كما يقولون : لمه؟
فسووا بينهما وبين اللام فى المعنى والاستعمال.
وقال أبو الحسن فى قول الشاعر : [من الطويل]
إذا أنت لم تنفع فضرّ فإنّما |
|
يراد (١) الفتى كيما يضرّ وينفع (٢) |
جعل «ما» اسما. و «يضرّ» و «ينفع (٣) من صلته». وأوقع عليه «كى» وجعل «كى» بمنزلة اللام».
فثبت بذلك أنها حرف مرادف للام.
وثبت بدخول اللام عليها فى نحو قوله ـ تعالى ـ : (لِكَيْ لا يَكُونَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ حَرَجٌ [فِي أَزْواجِ أَدْعِيائِهِمْ])(٤) [الأحزاب : ٣٧] أنها مصدرية لأن حرف الجر لا يدخل على حرف إلا أن يكون مصدريا.
فلزم من ذلك جعل «كى» على ضربين :
فالمقترنة باللام مصدرية.
والداخلة على «ما» فى قولهم : «كيمه»؟ جاره وكذا الذى فى قوله :
........ |
|
كيما يضرّ ، وينفع |
والداخلة على الفعل مجردة من اللام محتملة للأمرين ، ولا تظهر «أن» بعدها إلا فى الضرورة كقول الشاعر : [من الطويل]
فقالت أكلّ النّاس أصبحت مانحا |
|
لسانك كيما أن تغرّ ، وتخدعا (٥). |
والأظهر فى «كى» هذه أن تكون بمعنى اللام.
__________________
(١) فى ط : يرجى.
(٢) تقدم تخريج هذا البيت.
(٣) فى أ : وينفع ويضر.
(٤) سقط فى أ.
(٥) تقدم تخريج هذا البيت.