الْأَسْبابَ. أَسْبابَ السَّماواتِ فَأَطَّلِعَ إِلى إِلهِ مُوسى) [غافر : ٣٦ ـ ٣٧].
ومنه قول الراجز ـ أنشده الفراء (١) : [من الرجز]
علّ صروف الدّهر أو دولاتها |
|
يدلننا اللّمّة (٢) من لمّاتها |
فتستريح النّفس من زفراتها (٣) |
وأجاز الكوفيون الاستفهام بـ «لعلّ» وإيلاء ما اتصل بها جوابا منصوبا نحو : «لعلّك تشتمنا فأقوم إليك»؟.
ثم أشرت إلى إجراء التقليل مجرى النفى فى إيلائه جوابا منصوبا فيقال : «قلّ ما
__________________
ـ آخرين بنصبه وفيه ثلاثة أوجه :
أحدها : أنه جواب الأمر فى قوله «ابن لى» فنصب بأن مضمرة بعد الفاء فى جوابه على قاعدة البصريين كقوله :
يا ناق سيرى عنقا فسيحا |
|
إلى سليمان فنستريحا |
وهذا أوفق لمذهب البصريين.
والثانى : أنه منصوب. قال الشيخ عطفا على التوهم لأن خبر لعلل كثيرا جاء مقرونا بأن كثير فى النظم وقليلا فى النثر فمن نصب توهم أن المرفوع الواقع خبرا منصوب بأن والعطف على التوهم كثير وإن كان لا ينقاس. انتهى.
الثالث : أن ينتصب على جواب الترجى فى لعل وهو مذهب كوفى استشهد أصحابه بهذه القراءة وبقراءة نافع (وَما يُدْرِيكَ لَعَلَّهُ يَزَّكَّى أَوْ يَذَّكَّرُ فَتَنْفَعَهُ) بنصب فتنفعه جوابا لقوله «لعله» وإلى هذا نحا الزمخشرى قال : تشبيها للترجى بالتمنى والبصريون يأبون ذلك ويخرجون القراءتين على ما تقدم ، وفى سورة عبس يجوز أن يكون جوابا للاستفهام فى قوله «وما يدريك» فإنه مترتب عليه معنى. وقال ابن عطية وابن جبارة الهذلى على جواب التمنى وفيه نظر إذ ليس اللفظ تمنّيا وإنما فيه ترج وقد فرق الناس بين التمنى والترجى بأن الترجى لا يكون إلا فى الممكن عكس التمنى فإنه يكون فيه وفى المستحيل كقوله :
ليت الشباب هو الرجيع على الفتى |
|
والشيب كان هو البدئ الأول |
ينظر : الدر المصون (٦ / ٤٢ ، ٤٣).
(١) ينظر : معانى القرآن (٣ / ٩).
(٢) اللّمة : النازلة من نوازل الدنيا. ينظر : المقاييس (لمم).
(٣) الرجز بلا نسبة فى الإنصاف ١ / ٢٢٠ ، والخصائص ١ / ٣١٦ ، والجنى الدانى ص ٥٨٤ ، ورصف المبانى ص ٢٤٩ ، وسر صناعة الإعراب ١ / ٤٠٧ ، وشرح الأشمونى ٣ / ٥٧٠ ، وشرح شواهد المغنى ١ / ٤٥٤ ، وشرح عمدة الحافظ ص ٣٣٩ ، واللامات ص ١٣٥ ، ولسان العرب (علل) ، ١٢ / ٥٥٠ (لمم) ، والمقاصد النحوية ٤ / ٣٩٦ ، ومغنى اللبيب ١ / ١٥٥.