وقال ابن السراج : «وتقول : «إن تقم ـ يعلم الله ـ أزرك» تعترض باليمين فيكون بمنزلة ما لم يذكر ، وإن جعلت الجواب للقسم أتيت باللام فقلت : «إن تقم ـ يعلم الله ـ لأزورنّك» وتضمر الفاء ؛ وكذلك : «إن تقم ـ يعلم الله ـ لآتينّك» ، تريد : فيعلم الله لأزورنك ، وفيعلم الله لآتينك».
وإلى هذا ونحوه أشرت بقولى :
ونيّة الفا بعد شرط مع قسم |
|
تعطيه فى رأى جوابا يلتزم |
وإذا تقدم على الشرط استفهام نحو : «أإن تقم أقم» :
فسيبويه (١) يجعل الاعتماد على الشرط كأن الاستفهام لم يكن.
ويونس يجعل الاعتماد على الاستفهام ناويا تقديم الفعل الثانى.
وإلى هذا أشرت بقولى :
ويونس التّقديم ينوى فرفع |
|
وعند سيبويه ذلك امتنع |
ومن حجة سيبويه قوله ـ تعالى ـ : (أَفَإِنْ مِتَّ فَهُمُ الْخالِدُونَ) [الأنبياء : ٣٤].
وكل موضع استغنى فيه عن جواب الشرط ، فلا يكون فعل الشرط فيه إلا ماضى اللفظ ، أو مضارعا مجزوما بـ «لم» كقوله ـ تعالى ـ : (لَئِنْ لَمْ تَنْتَهِ لَأَرْجُمَنَّكَ) [مريم : ٤٦].
ولا يكون فعل الشرط مضارعا غير مجزوم بـ «لم» عند حذف الجواب إلا فى ضرورة كقول الشاعر : [من الكامل]
يثنى عليك ، وأنت أهل ثنائه |
|
ولديك إن هو يستزدك مزيد (٢) |
وكقوله : [من الطويل]
لئن يك قد ضاقت عليكم بيوتكم |
|
ليعلم ربّى أنّ بيتى واسع (٣) |
(ص)
ووصل (إذ) و (حيث) فى الشّرط بـ (ما) |
|
حتم ، ومع غيرهما لن يحتما |
__________________
(١) ينظر : الكتاب : (٣ / ٨٢).
(٢) البيت لعبد الله بن عنمة فى خزانة الأدب ٩ / ٤١ ، ٤٢ ، والدرر ٥ / ٧٥ ، وشرح ديوان الحماسة للمرزوقى ص ١٠٤١ ، وبلا نسبة فى الخصائص ١ / ١١٠ ، وشرح الأشمونى ٣ / ٥٩٥ ، وهمع الهوامع ٢ / ٥٩.
(٣) تقدم تخريج هذا البيت.