وحكى يونس أن رؤبة قال : «ثلاث أنفس» فأسقط التاء مراعاة لتأنيث اللفظ.
فإن كان المعدود صفة لم يعتبر لفظها ، لكن يعتبر لفظ موصوفها المنوى ؛ فتقول :
«ثلاثة ربعات» إذا قصدت رجالا ؛ وكذا تقول : «ثلاثة دوابّ» إذا قصدت ذكورا ؛ لأن الدابة صفة فى الأصل.
ومن ترتيب حكم العدد على حال الموصوف المنوى قوله ـ تعالى ـ : (مَنْ جاءَ بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ عَشْرُ أَمْثالِها) [الأنعام : ١٦٠].
وتضاف «المائة» فما فوقها إلى المعدود مفردا ، كقوله ـ تعالى ـ : (بَلْ لَبِثْتَ مِائَةَ عامٍ) [البقرة : ٢٥٩].
وقد تضاف «مائة» إلى جمع كقراءة حمزة ، والكسائى : (وَلَبِثُوا فِي كَهْفِهِمْ ثَلاثَ مِائَةٍ سِنِينَ) [الكهف : ٢٥].
وقولى :
وفرعها كمثلها ... |
|
........ |
أى : تثنية «المائة» يعامل مع المعدود معاملة «المائة» فيقال : «عندى مائتا درهم» بالإضافة إلى مفرد.
وفى شعر الربيع بن ضبع الفزارى : [من الوافر]
إذا عاش الفتى مائتين عاما |
|
فقد ذهب المسرّة والفتاء (١) |
فميز بمنصوب ، ولم يضف ؛ وهو شاذ ، فالأولى ألا يقاس عليه.
وتحذف تاء العدد المضاف إلى «مائة» لتأنيثها ، وتفرد تخفيفا لثقلها بالتأنيث ، والاحتياج إلى مميز بعدها.
وقد يضاف إليها مجموعة كقول الشاعر : [من الطويل]
ثلاث مئين للملوك وفى بها |
|
ردائى وجلّت عن وجوه الأهاتم (٢) |
__________________
(١) البيت فى أمالى المرتضى ١ / ٢٥٤ ، وخزانة الأدب ٧ / ٣٧٩ ، ٣٨٠ ، ٣٨١ ، ٣٨٥ ، والدرر ٤ / ٤١ ، وشرح التصريح ٢ / ٢٧٣ ، وشرح عمدة الحافظ ص ٥٢٥ ، والكتاب ١ / ٢٠٨ ، ٢ / ١٦٢ ، ولسان العرب (فتا) ، والمقاصد النحوية ٤ / ٤٨١ ، وهمع الهوامع ١ / ١٣٥ ، وبلا نسبة فى أدب الكاتب ص ٢٩٩ ، وأوضح المسالك ٤ / ٢٥٥ ، وجمهرة اللغة ص ١٠٣٢ ، وشرح الأشمونى ٣ / ٦٢٣ ، وشرح المفصل ٦ / ٢١ ، ومجالس ثعلب ص ٣٣٣ ، والمقتضب ٢ / ١٦٩ ، والمنقوص والممدود ص ١٧.
(٢) البيت للفرزدق فى ديوانه ٢ / ٣١٠ ، وخزانة الأدب ٧ / ٣٧٠ ـ ٣٧٣ ، وشرح التصريح ـ