(ش) الأصل أن يقال فى مضارع «أفعل» : «يؤفعل» ؛ لأن أحرف الماضى توجد فى المضارع بعد زيادة حرف المضارعة.
إلا أن من حروف المضارعة الهمزة فحذفت همزة «أفعل» بعد همزة المتكلم ؛ لئلا يجتمع همزتان فى كلمة واحدة.
ثم حمل على ذى الهمزة ذو النون وذو التاء وذو الياء ، واسم الفاعل ، واسم المفعول ، وإليهما الإشارة بـ :
......... |
|
... بنيتى متّصف |
(ص)
وفاء (خذ) و (كل) و (مر) قد حذفا |
|
ولا تقس ، وتمّ (مر) منعطفا |
وجوز التّتميم بعض مطلقا |
|
فيها وقلّ من بذاك نطقا |
(ش) الأصل فى «خذ» و «كل» و «مر» : «اوخذ» و «اوكل» و «اومر» كما يقال فى الأمر من «أجر الأجير» و «أثر الحديث» : اوجر واوثر ؛ لأن بناء الأمر من الثلاثى بأن يحذف منه حرف المضارعة ويجعل مكانه همزة وصل إن سكن ما بعده ، وتضم الهمزة إن كان ما بعد الساكن مضموما ضمة لازمة ؛ فعومل بهذه المعاملة «اوجر» و «اوثر» وغيرهما.
وكانت الأفعال الثلاثة جديرة بذلك ؛ لكن كثر استعمالها ؛ فخفف بالتزام حذف الفاء ، وإن كان ذلك لا يقتضيه قياس.
واختص «مر» برد فائه مع واو العطف وهو المراد بقولنا :
......... |
|
... وتمّ «مر» منعطفا |
وزعم بعض العلماء أن الثلاثة قد ورد تتميمها بعطف وبغير عطف ، ولم يستشهد على ذلك بشىء من الشعر ولا غيره.
(ص)
بنحو (يستحيى) احذ حذو (يرتجى) |
|
ودون همز فى (يجىء) قل (يجى) |
(ش) اللغة الجيدة أن يقال : «زيد يستحيى» و «الزّيدان يستحييان» و «زيد يجىء» و «الزّيدان يجيئان».
ومن العرب من يقول : «يستحى» و «يستحيان» و «يجى» و «يجيان» بحذف الياء الثانية من «يستحيى» والهمزة من «يجىء».