واحدة كـ «زنماء» وهى : العنز التى فى أذنها شبه القرط تسمى : «زنمة».
فلو بنى مثل «عنسل» (١) من «يعمل» لقيل : «عنمل» ، ولم يجز الإدغام لئلا يلتبس بالمضاعف كـ «شمّر» وهو اسم فرس.
فلو أمن الالتباس جاز الإدغام كـ «هنمرش» ـ وهى العجوز المضطربة الخلق ـ إذا قيل فيها : «همّرش» جاز ؛ لأنه لا يلتبس بمضاعف ؛ إذ ليس فى الكلام «فعّلل» ، وإذا قيل فيها : «هنمرش» جاز حملا على الأكثر ؛ وقد أشرت إلى هذا بقولى :
(ص)
وافكك أو ادغم فى مثال خنضرف |
|
من (دملج) (٢) أو (خردل) (٣) ولا تقف |
فاللّبس مأمون لأنّ (فعّلل) |
|
محقّق الإهمال دون (فنعلل) |
ك (الحمصيص) : (الغنوىّ) من (غنى) |
|
لأنّ منسوبا حكوا بذا البنا |
(ش) الحمصيص : ضرب من البقل ومثاله من «غنى» ـ فى الأصل ـ : «غنييى».
فأدغمت الياء الثانية فى الثالثة فصار «غنييّا» كـ «فتيىّ» ؛ فأبدلت الياء المكسورة واوا كما يفعل بـ «فتى» حين ينسب إليه.
(ص)
وإن تصغ (عنكبوت) من (رمى) |
|
فـ (الرّمييوت) الأصل عند العلما |
لكنّ «رميوتا» مصيره لما |
|
فى اللّام من قلب وحذف لزما |
(ش) صوغ مثال «عنكبوت» من «رمى» بأن يقابل برائه وميمه ويائه : العين والنون والكاف ، وتضاعف ياؤه بإزاء الباء ، ثم يزاد واو وتاء بإزاء الواو والتاء.
فيصير فى الأصل : «رمييوت» فتقلب الياء الثانية ألفا لتحركها بعد فتحة ولا يمنع من ذلك سكون الواو بعدها كما لم يمنع فى «مصطفين» ونحوه لأن اللام أمكن فى الإعلال من غيرها.
فلما قلبت ألفا فعل بها ما فعل بألف «مصطفى» حين قيل : «مصطفون» ؛ فصار المثال المذكور : «رميوتا».
__________________
(١) العنسل : الناقة السريعة. القاموس (عسل).
(٢) الدملاج : تسوية صنعة الشىء والأملس. القاموس (دملج).
(٣) الخردل : حب شجر مسخّن ملطف جاذب قالع للبلغم ، ملين هاضم نافع طلاؤه للنقرس والنسا والبرص ودخانه يطرد الحيات ، وماؤه يسكن وجع الآذان. القاموس (خردل).