(ص)
وامنع لغير الأخفش السّلوك فى |
|
سبيل نحو (قلة) ونحو (فى) |
والرّأى عندى ما رأى أبو الحسن |
|
من الجواز فأجب من امتحن |
(ش) اللفظان اللذان يقصد جعل أحدهما كالآخر فى الزنة : إما متساويان فى عدد الحروف ، وإما فائق أحدهما الآخر بأصل أو أصلين : فإلحاق المساوى بالمساوى ، والمفوق بالفائق جائز بلا خلاف.
وإلحاق الفائق بالمفوق ممنوع عند غير الأخفش ، مجوز عنده ، وبه أقول ؛ لأن المقصود من إلحاق لفظ بلفظ ليس هو استئناف وضع ليحفظ الموضوع فيتكلم به للدلالة على مقصود ؛ لكن يقصد به التدرب والتمكن من معرفة ما يلزم الواضع لو وضع ذلك اللفظ على الزنة المخصوصة والحكم المخصوص ؛ فيؤتى به على ما كان يحق له من موافقة النظائر.
ولا فرق فى ذلك بين ما كثرت نظائره وما قلت نظائره إذا سلك به سبيل معتادة.
فمثال «قلة» من «ربوة» : «ربة» ، والأصل : «ربوة» كما أن أصل «قلة» (١) : «قلوة» فحذفت الواو من «قلوة» على غير قياس ؛ فصار فى اللفظ «قلة» ؛ ثم عوملت «ربوة» معاملتها فقيل : «ربة».
ولم يمنع من ذلك كون الحذف فى «قلة» غير مقيس كما لم يمنع من إلحاق «برد» بـ «جعفر» كون ذلك شبيها باستئناف وضع ، واستئناف الوضع ممنوع ، إلا أن جعل «برد» كـ «جعفر» شبيه بجعل «قرد» «قرددا» ، و «جهر» «جهورا» ، و «قسر» : «قسورا» (٢) و «حدر» : «حيدرا» ، و «حظل» : «حنظلا» ، و «شمل» : «شمألا» ، و «عبد» : «عبدلا» ، و «رعش» : «رعشنا».
وجعل «ربو» مثل «قلة» لم تكثر أشباهه ولم يسلك به إلا سبيل واحدة ؛ وهما مع ذلك مشتركان فى أن فعل ذلك بمادتيهما لا يتوصل به إلى مزيد فى الوضع والدلالة ؛ بل المتوصل إليه بهما تدرب فى استعمال المستعمل ، وتمكن من الاطلاع على ما كان يحق للمهمل.
__________________
(١) القلة : عودان يلعب بهما الصبيان. ينظر : القاموس (قلو).
(٢) القسور : العزيز والأسد ومن الغلمان القوى الشاب. القاموس (قسر).