و «أفكل» ، مثال ذلك : «يرمع» (١) و «تنضب» (٢) فإنهما كـ «إثمد» فى كونه على وزن يكثر فى الأفعال ، ويقل فى الأسماء ، وك «أفكل» فى كونه مفتتحا بما يدل على معنى فى الفعل دون الاسم.
فللفعل فى هذين الوجهين الأصالة من وجهين.
ونبهت بقولى :
والوزن شرطه اللّزوم والبقا |
|
...... |
على أن «امرأ» لو سمى به انصرف لأنه فى النصب شبيه بالأمر من «علم» ، وفى الجر شبيه بالأمر من «ضرب» ، وفى الرفع شبيه بالأمر من «خرج» ؛ فخالف الأفعال بكون عينه لا تلزم حركة واحدة فلم تعتبر فيه الموازنة.
ونبهت بذكر :
....... البقا |
|
........ |
على أن الوزن المعتبر لا يؤثر إذا كان مقدرا غير منطوق به نحو : «ردّ» و «قيل» ؛ فإن أصلهما «ردد» و «قول» ولكن الإعلال والإدغام أخرجاهما إلى مشابهة «مدّ» و «ديك» فلم يعتبر فيهما وزن «فعل» لأنه غير باق لفظا.
وحكى أبو عثمان أن أبا الحسن يرى صرف «ألبب» ـ علما ـ لأنه باين الفعل بالفك.
وهذا عندى لا يكون مانعا من اعتبار الوزن ؛ لأن الفك رجوع إلى أصل متروك فهو نظير تصحيح ما الحق إعلاله كـ «استحوذ» ؛ ولا خلاف فى أن التصحيح لا يمنع من اعتبار الوزن ، فكذلك الفك.
وأيضا فإن الفك يقع فى الأفعال أكثر منه فى الأسماء ؛ كقولهم فى التعجب : «أشدد به» ففكوا لزوما ، وقالوا فى الأمر والجزم : «اردد» و «لم يردد» ففكوا جوازا ، وفكوا ـ أيضا ـ أفعالا شذت فى القياس وفصحت فى الاستعمال ، منها : «ضبب البلد يضبب» و «ألل (٣) السّقاء يألل» و «لححت (٤) العين تلحح».
__________________
(١) اليرمع : الخذروف يلعب به الصبيان وحجارة رخوة. ينظر : القاموس (رمع).
(٢) التنضب : شجر. ينظر : مقاييس اللغة (نضب).
(٣) ألل السقاء : تغيرت رائحته. ينظر : الوسيط (ألل).
(٤) لححت عينه : لصقت بالرّمص. ينظر : الوسيط (لحح).