وشرطه أن يكون عجمى الوضع ، عجمى التعريف ، زائدا على ثلاثة أحرف كـ «إبراهيم» :
فإن كان عجمى الوضع غير عجمى التعريف انصرف ؛ لأن العجمة غير متمحضة.
وكذا إذا كان ثلاثيا ساكن العين ، أو متحركها ، فإنه منصرف قولا واحدا فى لغة جميع العرب.
وقد غلط ابن قتيبة (١) ، والزمخشرى (٢) فى جعلهما الثلاثى العجمى الساكن الوسط على وجهين كالمؤنث ؛ لثقل التأنيث ، وأما العجمى فقد خرج من ثقل إلى خفة.
ولا التفات إلى من جعله ذا وجهين مع السكون ، ويحتم المنع مع الحركة ؛ لأن العجمة سبب ضعيف فلم تؤثر بدون زيادة على الثلاثة.
ومما يدل على ضعف العجمة أنها لا تعتبر مع علمية متجدّدة كـ «ديباج» إذا سمى به رجل.
ولا مع الوصفية كـ «سفسير» (٣).
ولا مع وزن الفعل كـ «بقّم».
ولا مع الألف والنون كـ «صولجان» (٤)
ولا مع التأنيث كـ «صنجة».
__________________
(١) هو عبد الله بن مسلم بن قتيبة الدينورى ، النحوى ، اللغوى ، الكاتب ، كان رأسا فى العربية واللغة والأخبار وأيام الناس ، ثقة دينا فاضلا ، حدث عن إسحاق بن راهويه ، وأبى حاتم السجستانى ، وحدث عنه ابنه القاضى أحمد ، وابن درستويه. من تصانيفه : «إعراب القرآن» ، «معانى القرآن» ، «غريب القرآن» ، «مختلف الحديث» ، «جامع النحو» ، «دلائل النبوة» ، «مشكل القرآن» ، وغيرها. مات سنة ٢٧٦ ه.
ينظر : بغية الوعاة (٢ / ٦٣ ـ ٦٤) ، الأعلام (٤ / ١٣٧) ، وفيات الأعيان (١ / ٢٥١).
(٢) قال الزمخشرى : وأما ما فيه سبب زائد كـ «ماء» و «حور» فإن فيهما ما فى نوح مع زيادة التأنيث ؛ فلا مقال فى امتناع صرفه. ينظر : شرح المفصل (١ / ٧١).
(٣) السفسير : التابع ، والذى يقوم على الإبل ويصلح شأنها ، والسمسار ، والحاذق بصناعته ، والقهرمان (المسيطر الحفيظ على ما تحت يديه). ينظر لسان العرب (سفسر) ، (قهرم).
(٤) الصّولجان : عصا يعطف طرفها ؛ ليضرب بها الكرة على الدواب (فارسى معرب). ينظر لسان العرب (صلج).