بالوقيعة عليه تأليفاً حافلاً (١) ، وجاء ذلك يزيِّف آراءه ومعتقداته في طيّ تآليفه القيّمة (٢) ، وهناك ثالثٌ يترجمه بعُجره وبُجره ، ويعرِّفه للملإ ببدعه وضلالاته.
وقد أصدر الشاميّون فتياً ، وكَتَبَ عليها البرهان بن الفركاخ الفزاري نحو أربعين سطراً بأشياء ، إلى أن قال بتكفيره ، ووافقه على ذلك الشهاب بن جهبل ، وكتب تحت خطّه كذلك المالكي ، ثمّ عرضت الفتيا لقاضي القضاة الشافعيّة بمصر البدر ابن جماعة فكتب على ظاهر الفتوى : الحمد لله ، هذا المنقول باطنها جوابٌ عن السؤال عن قوله : إنَّ زيارة الأنبياء والصالحين بدعةٌ ، وما ذكره من نحو ذلك ومن أنّه لا يرخّص بالسفر لزيارة الأنبياء ، باطلٌ مردودٌ عليه ، وقد نقل جماعةٌ من العلماء أنَّ زيارة النبيِّ صلىاللهعليهوآلهوسلم فضيلةٌ وسنّةٌ مجمعٌ عليها ، وهذا المفتي المذكور ـ يعني ابن تيميّة ـ ينبغي أن يُزجر عن مثل هذه الفتاوى الباطلة عند الأئمّة والعلماء ، ويُمنع من الفتاوى الغريبة ، ويُحبس إذا لم يمتنع من ذلك ، ويُشهر أمره ليحتفظ الناس من الاقتداء به.
وكتبه محمد بن إبراهيم بن سعد الله بن جماعة الشافعي.
وكذلك يقول محمد بن الجريري الأنصاري الحنفي : لكنْ يُحبس الآن جزماً مطلقاً.
وكذلك يقول محمد بن أبي بكر المالكي : ويبالغ في زجره حسبما تندفع تلك المفسدة وغيرها من المفاسد.
__________________
(١) كشفاء السقام في زيارة خير الأنام لتقيّ الدين السبكي ، والدرّة المضيّة في الرد على ابن تيميّة للسبكي أيضاً ، والمقالة المرضيّة لقاضي قضاة المالكية تقيّ الدين أبي عبد الله الأخنائي ، ونجم المهتديّ ورجم المقتدي للفخر ابن المعلم القرشي ، ودفع الشبه لتقي الدين الحصني ، والتحفة المختارة في الرّد على منكر الزيارة لتاج الدين الفاكهاني المتوفّى (٨٣٤) ، وتأليف أبي عبد الله محمد بن عبد المجيد الفاسي المتوفّى (١٢٢٩). (المؤلف)
(٢) كالصواعق الإلهية في الردّ على الوهابية للشيخ سليمان بن عبد الوهاب في الردّ على أخيه محمد بن عبد الوهاب النجدي ، والفتاوي الحديثية لابن حجر ، والمواهب اللدنيّة للقسطلاني ، وشرح المواهب للزرقاني ، وكتب أخرى كثيرة. (المؤلف)