كشف الغمّة ، منها : في (١) (ص ٧٩) من قصيدة مدح بها أمير المؤمنين عليهالسلام وأنشدها في حضرته قوله :
سل عن عليّ مقاماتٍ عُرفن به |
|
شدّت عرى الدين في حلٍّ ومرتحلِ |
بدراً وأُحداً وسل عنه هوازن في |
|
أوطاس واسأل به في وقعة الجملِ |
واسأل به إذ أتى الأحزابُ يقدمهم |
|
عمرو وصفّين سل إن كنتَ لم تسلِ |
مآثرٌ صافحتْ شهبَ النجومِ عُلىً |
|
مشيدة قد سمت قدراً على زحلِ |
وسنّةٌ شرعت سبلَ الهدى وندىً |
|
أقام للطالبِ الجدوى على السبلِ |
كم من يدٍ لك فينا يا أبا حسن |
|
يفوقُ نائلُها صوبَ الحيا الهطلِ |
وكم كشفت عن الإسلامِ فادحةً |
|
أبدتْ لتفرسَ عن أنيابِها العضلِ |
وكم نصرت رسولَ اللهِ منصلتاً |
|
كالسيفِ عُرّي متناه من الخللِ |
ورُبَّ يومٍ كظلِّ الرمحِ ما سكنتْ |
|
نفسُ الشجاعِ به من شدّةِ الوهلِ (٢) |
ومأزقُ الحربِ ضنكٌ لا مجالَ به |
|
ومنهلُ الموتِ لا يغني على النهلِ |
والنقعُ قد ملأ الأرجاءَ عِثْيرُهُ (٣) |
|
فصار كالجبل الموفي على الجبلِ |
جلوته بشبا البيض القواضب وال |
|
جرد السلاهب والعسّالة الذبلِ (٤) |
بذلت نفسَكَ في نصرِ النبيِّ ولم |
|
تبخلْ وما كنت في حال أخا بخلِ |
وقمت منفرداً كالرمحِ منتصباً |
|
لنصرهِ غيرَ هيّاب ولا وكلِ (٥) |
__________________
(١) كشف الغمّة : ١ / ٢٧٥.
(٢) الوهل والوهلة : الفزع والفزعة. (المؤلف)
(٣) النقع : الغبار. عِثْيَر : التراب والعجاج. (المؤلف)
(٤) البيض : السيوف. القواضب جمع قاضب ، يقال : سيف قاضب وقضّاب وقضّابة ومقضب : شديد القطع ، رجل قضّابة : قطّاع للأمور مقتدر عليها. الجرد : الترس. السلاهب جمع السلهب : الطويل. العسالة من الرمح : ما يهتز ليناً. الذبل جمع الذابل : الدقيق ، المهزول. توصف بها الرماح. (المؤلف)
(٥) الوكل : الجبان ، العاجز. (المؤلف)