وترجمه صاحب شذرات الذهب (١) (٥ / ٣٨٣) بعنوان بهاء الدين بن الفخر عيسى الإربلي ، وعدّه من المتوفّين في سنة (٦٨٣) وأحسبه تصحيف (٦٩٣) ، وجعلوه في فهرست الكتاب : عيسى بن الفخر الإربلي ، زعماً منهم بأنّ عيسى في كلام المصنِّف بدل من قوله بهاء الدين ؛ وذكر له في الشذرات قوله :
أيّ عذر وقد تبدّى العذارُ |
|
إن ثناني تجلّدٌ واصطبارُ |
فأقلاّ إن شئتما أو فزيدا |
|
ليس لي عن هوى الملاح قرارُ |
هل مجيرٌ من الغرامِ وهيها |
|
تَ أسير الغرام ليس يجارُ |
يا بديعَ الجمالِ قد كثرتْ في |
|
كَ اللواحي وقلّت الأنصارُ |
وذكره سيّدنا صاحب رياض الجنّة وقال : إنّه كان وزيراً لبعض الملوك ، وكان ذا ثروة وشوكة عظيمة ، فترك الوزارة واشتغل بالتأليف والتصنيف والعبادة والرياضة في آخر أمره ، وقد نظم بسبب تركه المولى عبد الرحمن الجامي في بعض قصائده بقوله ـ ثمّ ذكر خمسة عشر بيتاً باللغة الفارسيّة ضربنا عنها صفحاً ـ والقصيدة على أنّها خالية من اسم المترجم ومن الإيعاز إليه بشيء يعرِّفه ، تعرب عن أنَّ الممدوح بها غادر بيئة وزارته إلى الحرم الأقدس وأقام هناك إلى أن مات.
ومرَّ عن ابن الفوطي أنَّ المترجم كان كاتباً إلى أن مات ، وكون وفاته في بغداد ودفنه بداره المطلّة على دجلة في قرب الجسر الحديث من المتسالم عليه ولم يختلف فيه اثنان ، وكان قبره معروفاً يزار إلى أن ملك تلك الدار ـ في هذه الآونة الأخيرة ـ من قطع سبيل الوصول إليه وإلى زيارته ، والناس مجزيّون بأعمالهم إن خيراً فخير وإن شرّا فشر.
توجد جملة كبيرة من شعره في العترة الطاهرة ـ صلوات الله عليهم ـ في كتابه
__________________
(١) شذرات الذهب : ٧ / ٦٦٨ حوادث سنة ٦٨٣ ه.