بلغه أن أهل فارس قد ملكوا عليهم بنت كسرى (١) قال : «لا أفلح قوم ولو أمرهم امرأة» (٢).
قال الله تعالى : (وَأُوتِيَتْ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ) ـ أي تحتاج إليه الملوك من الآلة والعدة ـ (وَلَها عَرْشٌ عَظِيمٌ)(٣) سرير ضخم كان مضروبا من الذهب مكللا بالدر والياقوت الأحمر والزبرجد الأخضر قوائمه (٤) من الياقوت ومن الزمرد وعليه سبعة أبيات على كل بيت باب مغلق (٥).
قال ابن عباس : كان عرش بلقيس (٦) ثلاثين ذراعا ، في ثلاثين ذراعا وطوله في السماء ثلاثون ذراعا ، وقيل غير ذلك.
(وَجَدْتُها وَقَوْمَها يَسْجُدُونَ لِلشَّمْسِ مِنْ دُونِ اللهِ وَزَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطانُ أَعْمالَهُمْ فَصَدَّهُمْ عَنِ السَّبِيلِ فَهُمْ لا يَهْتَدُونَ (٢٤) أَلَّا يَسْجُدُوا لِلَّهِ الَّذِي يُخْرِجُ الْخَبْءَ فِي السَّماواتِ وَالْأَرْضِ) ـ فخبء السماء المطر ، وخبء الأرض النبات ـ (وَيَعْلَمُ ما تُخْفُونَ وَما تُعْلِنُونَ (٢٥) اللهُ لا إِلهَ إِلَّا هُوَ رَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ)(٧) أي هو المستحق للعباده والسجود لا غيره.
وعرش ملكة سبأ وإن عظيما فعو صغير حقير في جنب عرشه ، عز وجل.
فلما فرغ الهدهد من كلامه قال سليمان : (سَنَنْظُرُ أَصَدَقْتَ) ـ فيما أخبرت (٨) ـ (أَمْ كُنْتَ مِنَ الْكاذِبِينَ)(٩) ، فدلهم الهدهد على الماء فاحتفروا الركايا (١٠) وروي الناس والدواب ، ثم كتب سليمان كتابا :
من عند سليمان بن داود إلى بلقيس ملكة سبأ : بسم الله الرحمن الرحيم سلام على من اتبع الهدى ، أما بعد : (أَلَّا تَعْلُوا عَلَيَّ وَأْتُونِي مُسْلِمِينَ) (٣١) (١١) ، ولم يزد سليمان [٣١ / ب] على ما قص الله في كتابه ، وكذلك / / كانت تكتب الأنبياء جملا لا يطيلون ولا
__________________
(١) هى بوران بنت كسرى أبرويز ، تولت المملكة فأحسنت السيرة ، وملكت سنة وأربعة أشهر ، ينظر : ابن الأثير ، الكامل ١ / ٢٩٧ ؛ القرماني ٣ / ١٥٩.
(٢) ابن العماد ١ / ١٣.
(٣) النمل : [٢٣].
(٤) قوائمه أ : وقوائمه ب ج د ه.
(٥) مغلق أ ج د ه : يغلق ب.
(٦) بلقيس أ ج د ه : إبليقس ب.
(٧) النمل : [٢٤ ـ ٢٦].
(٨) فيما أخبرت أ د : ـ ب ج ه.
(٩) النمل : [٢٧].
(١٠) الركايا : مفردها ركية : البئر تحفر ، ينظر : ابن منظور ، لسان ١٤ / ٣٣٤.
(١١) النمل : [٣١].