ويفرد العليمي مساحة واسعة من كتابه للسيرة النبوية الشريفة ، ابتدأها بميلاد النبي محمد ، صلىاللهعليهوسلم ، وذكر نسبه ، ومبعثه ، وهجرته ، وعلاقته مع الأنصار ، وبنائه المسجد وغزواته ، وحجته ، وصفاته ، ومعجزاته ، وأزواجه ، ووفاته ، صلىاللهعليهوسلم.
ثم يعود العليمي بالحديث عن الأهمية الدينية للمسجد الأقصى ولبيت المقدس مستشهدا بالآيات القرآنية ، وبالأحاديث الشريفة ، وبأقوال الصحابة والتابعين مدللا على الأهمية الروحية التي يمثلها المسجد الأقصى في الوعي الإسلامي ، ومركزا على كون القدس محورا للصراع بين الحق والباطل ، وأنها أرض الرباط إلى يوم القيامة.
ثم يأتي إلى ذكر الفتح الإسلامي للقدس ، وعلاقة الفاتحين بها ، وقد أعد العليمي إحصائية يذكر فيها الصحابة الذين سكنوا بها ، أو زاروها ، أو ماتوا فيها ، ووضع لهم تراجم مختصرة تبين علاقتهم بالقدس وأمكنة وفاتهم.
ولا يغفل العليمي ذكر الأحداث المستقبلية في تاريخ مدينة القدس ، فقد تحدث عن المهدي الذي يكون آخر الزمان ، والذي يهاجر لبيت المقدس.
أما عن العمارة في بيت المقدس في العهد الأموي ، فقد ذكر قصة بناء المسجد الأقصى وقبة الصخرة زمن الخليفة عبد الملك بن مروان ، ووصف المسجد في ذلك الزمن من حيث عمارته ، وأبوابه ، ومساحته ، وقبابه ، وأعمدته ، ومحاريبه ، وسلاسله ، وقناديله ، وخدامه.
ويذكر العليمي كذلك جماعة من أعيان التابعين ممن لهم علاقة ببيت المقدس ممن زاروه أو استوطنوا فيه قبل الغزو الفرنجي للأرض المقدسة ، ويترجم لهم.
ثم ينتقل العليمي للحديث عن الصراع الفرنجي الإسلامي على هذه الأرض المقدسة ، والذي توج بحصار القدس سنة (٤٩٢ ه / ١٠٩٩ م) ثم احتلالها وارتكاب المجازر البشعة في حق أهلها.
ويتحدث العليمي عن ظهور صلاح الدين الأيوبي ، وانتقاله إلى مصر حيث تملكها ، ويشير إلى معاركه مع الفرنج التي توجت بفتح القدس بعد موقعة حطين سنة (٥٨٣ ه / ١١٨٧ م). ثم يختم هذا الفصل بوفاة صلاح الدين وما استقرت عليه حال البلاد بعد وفاته.
[٣ : ٢] مصادره :
تعددت مصادر العليمي ، وذلك لتعدد المواضيع التي تطرق إليها فهو يعتمد على من سبقه في نشأة الكون وأصل الإنسان ، وتاريخ الأنبياء ، وسيرة الرسول ، صلىاللهعليهوسلم.