وأمر رجاء ويزيد بالنفقة عليها والقيام بأمرها وأن يفرغا المال عليها إفراغا دون أن ينفقاه إنفاقا. وأخذوا في البناء والعمارة (١) حتى أحكم العمل وفرغ البناء لم يبق لمتكلم فيه كلام (٢). وكان البناء الذي هو في صدر المسجد إلى غربيه من السور الذي عند مهد عيسى إلى المكان المعروف الآن بجامع المغاربة (٣) ، فكتب رجاء ويزيد إلى عبد الملك بدمشق : قد أتم الله بما أمر به أمير المؤمنين من بناء صخرة بيت المقدس والمسجد الأقصى ، ولم يبق لمتكلم فيه كلام وقد بقي مما أمر به أمير المؤمنين من النفقة عليه ـ بعد أن فرغ البناء وأحكم ـ مائة ألف دينار ، فيصرفها أمير المؤمنين فيما أحب (٤).
فكتب إليهما أمير المؤمنين : قد أمرت بها لكما جائزة لما وليتما من عمارة البيت المقدس (٥) الشريف المبارك.
فكتبا إليه نحن أولى أن نزيد (٦) من حلي نسائنا فضلا عن أموالنا فاصرفها في أحب الأشياء إليك. فكتب إليهما بأن تسبك وتفرغ على القبة ، فسكبت وأفرغت عليها ، فما كان أحد يقدر أن يتأملها مما عليها من الذهب ، وهيأ لها جلالا (٧) من لبود وأدم (٨) ، توضع من فوقها ، فإذا كان الشتاء ألبستها لتكنها من الأمطار والرياح والثلوج (٩).
ثم بعد انتقال الخلافة إلى المنتقم لله الوليد بن عبد الملك انهدم شرقي المسجد ، ولم يكن في بيت المال حاصل ، فأمر بضرب ذلك وإنفاقه على ما انهدم منه. وكانت الولاية للوليد (١٠) في شوال سنة ٨٦ ه (١١) / / ومات في جمادى
__________________
(١) وأخذوا في البناء والعمارة أ ج ه : + عند القبة من شرقي المسجد إلى غربية حتى أكملوا العمل ب : ـ د.
(٢) ينظر : المقدسي ، مثير ١٧٢.
(٣) المسجد الموجود بحارة المغاربة غربي الحرم القدسي ، ينظر : العليمي ٢١ ؛ السيوطي ، إتحاف ٢ / ٢٣٠.
(٤) فيما أحب ب ج ه : في أحب أ : ـ د.
(٥) المقدس أ ه : ـ ب ج د.
(٦) نزيد أ ج ه : نزيده ب : ـ د.
(٧) الجلال : هو الغطاء ، ينظر : السيوطي ، إتحاف ١ / ٢٤٢.
(٨) الأدم : هو الجلد ، ينظر : السيوطي ، إتحاف ١ / ٢٤٢.
(٩) ينظر : السيوطي ، إتحاف ١ / ٢٤٢.
(١٠) الولاية للوليد أ : ولاية الوليد ب ج ه : ـ د.
(١١) ٨٦ ه / ٧٠٥ م.