أضحى قبالة الواحد منهم (١) عشرون وقد قال الله تعالى : (وَإِنْ يَكُنْ مِنْكُمْ مِائَةٌ يَغْلِبُوا أَلْفاً مِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لا يَفْقَهُونَ (٦٥) الْآنَ خَفَّفَ اللهُ عَنْكُمْ وَعَلِمَ أَنَّ فِيكُمْ ضَعْفاً فَإِنْ يَكُنْ مِنْكُمْ مِائَةٌ صابِرَةٌ يَغْلِبُوا مِائَتَيْنِ وَإِنْ يَكُنْ مِنْكُمْ أَلْفٌ يَغْلِبُوا أَلْفَيْنِ بِإِذْنِ اللهِ وَاللهُ مَعَ الصَّابِرِينَ) (٦٦) (٢). أعاننا الله وإياكم على إتباع أوامره ، والازدجار بزواجره ، وأيدنا معاشر المسلمين بنصر من عنده : (إِنْ يَنْصُرْكُمُ اللهُ فَلا غالِبَ لَكُمْ وَإِنْ يَخْذُلْكُمْ فَمَنْ ذَا الَّذِي يَنْصُرُكُمْ مِنْ بَعْدِهِ)(٣). إذ (٤) أشرف مقال يقال في مقام ، وأنفذ سهام تمرق عن قسى الكلام ، وأمضى قول تحلى به الأفهام ، كلام الواحد الفرد (٥) العزيز العلام ، قال الله تعالى : (وَإِذا قُرِئَ الْقُرْآنُ فَاسْتَمِعُوا لَهُ وَأَنْصِتُوا لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ)(٦). أعوذ بالله من الشيطان الرجيم بسم الله الرحمن الرحيم وقرأ أول سورة الحشر (٧) : (سَبَّحَ لِلَّهِ ما فِي السَّماواتِ وَما فِي الْأَرْضِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ (١) هُوَ الَّذِي أَخْرَجَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتابِ مِنْ دِيارِهِمْ لِأَوَّلِ الْحَشْرِ ما ظَنَنْتُمْ أَنْ يَخْرُجُوا وَظَنُّوا أَنَّهُمْ مانِعَتُهُمْ حُصُونُهُمْ مِنَ اللهِ فَأَتاهُمُ اللهُ مِنْ حَيْثُ لَمْ يَحْتَسِبُوا وَقَذَفَ فِي قُلُوبِهِمُ الرُّعْبَ يُخْرِبُونَ بُيُوتَهُمْ بِأَيْدِيهِمْ وَأَيْدِي الْمُؤْمِنِينَ فَاعْتَبِرُوا يا أُولِي الْأَبْصارِ) (٢) (٨).
ثم قال : آمركم وإياي عباد الله بما أمر الله به من حسن الطاعة فأطيعوه وأنهاكم وإياي عما نهى الله عنه من قبح المعصية فلا تعصوه ، أقول قولي هذا وأستغفر الله العظيم لي ولكم ولجميع (٩) المسلمين فاستغفروه.
ثم خطب (١٠) الخطبة الثانية على عادة الخطباء مقتصرة ، ثم دعا للإمام الناصر خليفة العصر ثم قال :
اللهم وأدم سلطان عبدك الخاضع لهيبتك ، الشاكر لنعمتك ، المعترف بموهبتك سيفك القاطع وشهابك اللامع ، والمحامي عن دينك المدافع ، والذاب عن حرمك الممانع ، السيد الأجل ، الملك الناصر جامع كلمة الإيمان ، وقامع عبدة
__________________
(١) منكم منهم أ ج ه : منهم منكم ب : ـ د / / وقد قال أ ه : فقد قال ب ه : ـ د.
(٢) الأنفال : [٦٥ ـ ٦٦].
(٣) آل عمران : [١٦٠].
(٤) إذ أ ج ه : إن ب : ـ د.
(٥) الفرد ب ج ه : ـ أ د.
(٦) الأعراف : [٢٠٤].
(٧) وقرأ أول الحشر أ ج ه : ـ ب د.
(٨) الحشر : [١ ـ ٢].
(٩) ولجميع أ ج : ولسائر ب ه : ـ د.
(١٠) ثم خطب ... مقتصرة ب ج ه : ـ أ د.