سنين. فتشاور الأمراء واتفقوا على إحضار الملك الأفضل من صرخد ليقوم بالملك.
فسار محثا ووصل إلى مصر على أنه أتابك (١)(٢) المنصور. فخرج المنصور للقائه ، فترجل له الأفضل ودخل بين يديه إلى دار الوزارة ، وكانت مقر السلطنة.
ثم برز الأفضل من مصر وسار إلى الشام ليأخذها ، لاشتغال عمه الملك العادل بحصار ماردين ، فبلغ العادل ذلك فسار إلى دمشق ، ودخلها قبل نزول الأفضل عليها ، وحصل بينهما قتال. ثم سار الأفضل إلى مصر ، فخرج الملك العادل في أثره ، فخرج إليه الأفضل واقتتلا فانكسر الأفضل وانهزم إلى القاهرة. ونازل (٣) العادل القاهرة وتسلمها ، ودخل إليها في الحادي والعشرين من ربيع الآخر سنة ٥٩٦ ه (٤)(٥).
ثم سار الأفضل إلى صرخد ، وأقام العادل بمصر على أنه أتابك الملك المنصور محمد بن العزيز عثمان مدة يسيرة ، ثم أزال الملك المنصور ، واستقر (٦) الملك العادل في السلطنة ، وخطب له بالقاهرة ومصر يوم الجمعة الحادي والعشرين من شوال سنة ٥٩٦ ه (٧) ، وخطب له ابن أخيه الملك الظاهر بحلب وضرب السكة باسمه وانتظمت المماليك الشامية والشرقية والديار المصرية كلها في سلك ملكه ، وخطب له على منابرها.
وفي الشهر الذي دخل فيه العادل للقاهرة (٨) توفي القاضي الفاضل أبو علي عبد الرحيم بن القاضي الأشرف بهاء الدين أبي المجد علي اللخمي العسقلاني الشافعي ، الملقب مجير الدين ، وزير السلطان صلاح الدين ، وكان إماما في صناعة الإنشاء (٩) وسيرته مشهورة ، وكانت وفاته في ليلة الأربعاء سابع عشر ، وقيل : سادس ربيع الآخر سنة ٥٩٦ ه (١٠) بالقاهرة فجأة ، ودفن بتربته بسفح المقطم في
__________________
(١) أتابك أ ج د : + ملك ب : ـ ه.
(٢) أتابك : أطابك : لقب تركي من أتا ، بمعنى والد ، وبك بمعنى أمير من طبقة مختارة ، ويطلق أيضا على القائد العام ، ينظر : القلقشندي ، صبح ٤ / ١٨.
(٣) ونازل أ د : ونزل ب : ـ ج.
(٤) سنة ٥٩٦ أ ه : سنة ست وتسعين وخمسمائة ب د : ـ ج.
(٥) سنة ٥٩٦ ه / ١١٩٩.
(٦) واستقر ب د ه : واستقل أ : ـ ج.
(٧) سنة ٥٩٦ أ ه : سنة ست وتسعين وخمسمائة ب د : ـ ج.
(٨) للقاهرة أ د ه : القاهرة ب : ـ ج.
(٩) الإنشاء ب د ه : ـ أ ج.
(١٠) سنة ٥٩٦ أ ه : سنة ست وتسعين وخمسمائة ب د : ـ ج.