التسليم لأوامر الرب سبحانه
هدى من الآيات :
حين يبلغ الايمان مستوى النضج والكمال ، يسلم صاحبه نفسه للحق ، ويتوكل على الله ، ويترفع عن الحياة درجات ، ويضرب الله مثلا واقعيا على ذلك حيث هيّء سبحانه الأمور لخروج نبيه (ص ) وأنصاره من المدينة في غزوة بدر بينما كان فريق من المؤمنين كارهين وهم يجادلون في جدوى الخروج حتى بعد ان تبين لهم صدق الرسالة وسلامة أوامر الرسول (ص ) ، ووعدهم الله ان تكون لهم احدى الطائفتين إما القافلة التجارية التي كانت لقريش وإما الجنود المسلحون. ومن الطبيعي ان يكون المسلمون يفضلون القافلة التجارية ، بينما الله كان قد قضى لهم بمواجهة الجيش المعادي لأن الله يريد تحقيق واقع الرسالة الجديدة وليس فقط حصول المسلمين على حطام الدنيا ، كما يزيد ربنا ارغام المجرمين بإحقاق الحق وإبطال الباطل حتى لا يفكّروا مستقبلا بمقاومة الرسالة .. وهذا كله مثل ايمان وتوكل المؤمنين وعاقبته المتمثلة في الدرجات الرفيعة